للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سلام في كتابه الغريب: المأمورة: كثيرة النسل، والسِّكَّة: الطريقة المصطفة من النخل، والمأبورة: من التأبير، وقال بعضهم: إنما جاء هذا متناسبًا، كقوله: "مأزورات غير مأجورات" (١١٤).

﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (١٧)

يقول تعالى منذرًا كفار قريش في تكذيبهم رسول الله محمدًا ، بأنه قد أهلك أمما من المكذبين للرسل من بعد نوح، ودل هذا على أن القرون التي كانت بين آدم ونوح على الإِسلام، كما قاله ابن عباس: كان بين آدم ونوح عشرة [١] قرون، كلهم على الإسلام. ومعناه: أنكم أيها المكذبون لستم أكرم على الله منهم، وقد كذبتم أشرف الرسل وأكَرم الخلائق، فعقوبتكم أولى وأحرى.

وقوله: ﴿وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا﴾ أي: هو عالم بجميع أعمالهم، خيرها وشرها، لا يخفى عليه منها خافية، [].

﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (١٨) وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ


= في التاريخ الكبير (١/ ٤٣٨، ٤٣٩). والبيهقي في الكبرى - (١٠/ ٦٤). والبغوي في شرح السنة- (٢٦٤٧) (١٠/ ٣٨٧). وابن سعد في الطبقات - (٧/ ٥٥) وذكره ابن الأثير في أسد الغابة (٢/ ٤٩٤ - ٤٩٥) من طريق مسلم بن بديل عن إياس بن زهير به. وقال الهيثمي في المجمع - (٥/ ٢٦١): رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات. قلت: مسلم بن بديل وإياس بن زهير لم يوثقهما غير ابن حبان، ناهيك على أن سويد بن هبيرة تابعي وليست له صحبة. وقد ذكر ابن الأثير الحديث- من رواية معاذ بن معاذ، عن أبي نعامة عن إياس، عن سويد قال: بلغني عن النبي … الحديث.
(١١٤) - أخرجه ابن ماجه -كتاب الجنائز، باب: ما جاء في اتباع النساء الجنائز - (١٥٧٨) (١/ ٥٠٢ - ٥٠٣). والبيهقي في الكبرى -كتاب الجنائز، باب: ما ورد في نهي النساء عن اتباع الجنائز - (٤/ ٧٧) من طريق إسماعيل بن سلمان، عن دينار أبي عمر، عن ابن الحنفية، عن علي: خرج رسول الله - فإذا نسوة جلوس. فقال: "ما يجلسكن؟ "قلن: ننتظر الجنازة. قال: "هل تغلق"؟ قلن: لا. قال "هل تحملن؟ " قلن: لا. قال: "هل تدلين فيمن يُدلي" قلن: لا. قال … فذكره. وقال البوصيري في الزوائد: في إسناده دينار بن عمر أبو عمرو وهو، وإن وثقه وكيع وذكره ابن حبان في "الثقات"، فقد قال أبو حاتم: ليس بالمشهور وقال الأزدي: متروك، وقال الخليلي في الإرشاد: كذاب. وإسماعيل بن سلمان: قال فيه أبو حاتم: صالح، لكن ذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطئ، وباقي رجاله ثقات.