للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد ذكر أبو عبد الله القرطبي في كتابه [١] "التذكرة" نحو ذلك أيضًا، والله أعلم.

وقد ذكروا في ذلك أيضًا [٢] حديث عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين (١١٠) قالت: دُعي النبي [٣] إلي جنازة صبي من الأنصار فقلت: يا رسول الله، طوبى له، عصفور من عصافير الجنة، لم يعمل السوء ولم يدركه، فقال: "أو غير ذلك يا عائشة، إن الله خلق الجنة وخلق لها أهلًا، وهم في أصلاب آبائهم وخلق النار، وخلق لها أهلًا، وهم في أصلاب آبائهم". رواه أحمد، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.

ولما كان الكلام في هذه المسألة يحتاج إلي دلائل صحيحة جيدة، وقد يتكلم فيها من لا علم عنده عن الشارع -كره جماعة [من العلماء] [٤] الكلام فيها- روي ذلك عن ابن عباس، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، ومحمد بن الحنفية، وغيرهم. وأخرج ابن حبان (١١١) في صحيحه: عن جرير بي حازم، سمعت أبا رجاء العطاردي، سمعت ابن عباس وهو علي المنبر يقول: قال رسول الله : "لا يزال أمر هذه الأمة مواتيًا -أو: مقاربًا- ما لم يتكلموا في الولدان والقدر".

قال ابن حبان: يعني: أطفال المشركين.

وهكذا رواه أبو بكر البزار، من طريق جرير بن حازم، به. ثم قال: وقد رواه جماعة


(١١٠) - أخرجه أحمد - (٦/ ٤١، ٢٠٨)، ومسلم في صحيحه -كتاب القدر، باب: معنى كل مولود يولد على الفطرة … (٣٠، ٣١) - (٢٦٦٢)، أبو داود -كتاب السنة، باب: في ذرارى المشركين- (٤٧١٣). والنسائي -كتاب الجنائز، باب: الصلاة على الصبيان - (٤/ ٥٧). وابن ماجه- في المقدمة، باب، في القدر (٨٢).
(١١١) - صحيح، أخرجه ابن حبان في صحيحه - (٦٧٢٤) (١٥/ ١١٨ - ١١٩).
والحاكم في "المستدرك" (١/ ٣٣). والطبراني في "الكبير" (١٢٧٦٤) (١٢/ ١٦٢). وفي "الأوسط" (٤٠٨٦) (٤/ ٢٤١)، والبزار (٢١٨٠). من طريق جرير بن حازم به. وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين، ولا نعلم له علة، ولم يخرجاه". وذكره الهيثمي في "المجمع" (٧/ ٢٠٥) وقال: رواه البزار والطبراني في "الكبير والأوسط ورجال البزار رجال الصحيح. وصححه الألباني في "الصحيحة" (١٥١٥) (٤/ ١٩).