للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال: كان النبي، ، إذا فرغ من دفن الرجل [١] وقف عليه فقال [٢]: "استغفروا لأخيكم وسَلَوا له التثبيت [٣] فإنه الآن يسأل". انفرد به أبو داود.

وقد أورد الحافظ أبو بكر بن مردويه عند قوله تعالى: ﴿ولو تري إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم﴾ الآية حديثًا [٤] مطولًا جدًّا: من [طريق غريب] [٥]، عن الضحاك، عن ابن عباس مرفوعًا وفيه غرائب أيضًا.

﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (٢٨) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (٢٩) وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (٣٠)

قال البخاري (٥٢): قوله: ﴿ألم تر إلي الذين بدلوا نعمة الله كفرًا﴾ ألم تعلم [٦]، كقوله: ﴿ألم تر كيف﴾، ﴿ألم تر إلي الذين خرجوا﴾. البوار: الهلاك، بار يبور بورًا، و ﴿قومًا بورًا﴾: هالكين.

حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، عن عمرو، عن عطاء، سمع ابن عباس: ﴿ألم تر إلي الذين بدلوا نعمة الله كفرًا﴾ قال: وهم كفار أهل مكة.

وقال العوفي، عن ابن عباس في هذه الآية: هو جبلة بن الأيهم، والذين اتبعوه من العرب فلحقوا بالروم.

والمشهور الصحيح عن ابن عباس هو القول الأول، وإن كان المعنى يعم جميع الكفار، فإن الله تعالى بعث محمدًا، ، رحمة للعالمين، ونعمة للناس، فمن قبلها وقام بشكرها دخل الجنة، ومن ردها وكفرها دخل النار.

وقد روي عن علي نحو قول ابن عباس الأول. وقال ابن أبي حاتم (٥٣):


(٥٢) - صحيح البخاري، كتاب: التفسير، باب: ﴿ألم تر إلى الذي بدلوا نعمة الله كفرًا﴾ (٤٧٠٠).
(٥٣) - صحيح، وأخرجه النسائي "التفسير" (٦/ ١١٢٦٧)، وابن جرير (١٣/ ٢٢٠، ٢٢١) من =