للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأنيابهما كالصياصي، وأنفاسهما كاللهب، يطآن في أشعارهما، بين منكبي كل واحد منهما مسيرة كذا وكذا، قد نزعت منهما الرأفة والرحمة، يقال لهما: منكر ونكير، في يد كل واحد منهما مطرقة، لو اجتمع عليها ربيعة ومضر لم يقلوها؛ قال: فيقولان له: اجلس، [قال] [١]: فيستوي جالسًا، قال: وتقع أكفانه في حقويه، قال [٢] فيقولان له: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيقول: لا أدري. فيقولان له [٣]: لا دريت ولا تليت، [قال] [٤]، فيضربانه ضربة يتطاير شررها [٥] في قبره ثم يعودان. قال: فيقولان: انظر فوقك، فينظر فإذا باب مفتوح [من الجنة] [٦]، فيقولان: [عدو الله هذا] [٧] منزلك لو أطعت الله".

قال رسول الله، : "والذي نفسي بيده، إنه ليصل إلى قلبه عند ذلك حسرة لا تردد أبدًا" قال: "ويقولان له: انظر تحتك، فينظر تحته فإذا باب مفتوح إلي النار، فيقولان: عدو الله، هذا منزلك إذ عصيت الله".

فقال رسول الله، : "والذي نفسي بيده، إنه ليصل إلي قلبه عند ذلك حسرة لا ترتد أبدًا".

قال: وقالت عائشة: ويفتح له سبعة وسبعون بابا إلي النار، يأتيه حرها وسمومها حتى يبعثه الله إليها.

هذا حديث غريب جدًّا، وسياق عجيب، ويزيد الرقاشي راويه عن أنس له غرائب ومنكرات، وهو ضعيف الرواية عند الأئمة، والله أعلم.

ولهذا قال أبو داود (٥١): حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، حدثنا هشام -هو ابن يوسف- عن عبد الله بن بحير، عن هانئ مولى عثمان، عن عثمان، ،


(٥١) - إسناده حسن، سنن أبي داود كتاب: الجنائز، باب: الاستغفار عند القبر للميت في وقت الانصراف (٣٢٢١).
وأخرجه أيضًا البزار في مسنده (٢/ ٤٤٥)، والبيهقي في "الكبرى" (٤/ ٥٦)، وصححه الحاكم (١/ ٣٧١)، ووافقه الذهبي، وهانئ مولى عثمان، صدوق كما في "التقريب".