﴿قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إلا هُوَ﴾ أي: هذا الذي تكفرون به أنا مؤمن به معترف مقر له بالربوية والإلهية هو ربي لاإله إلا هو] [١]، ﴿عَلَيهِ تَوَكَّلْتُ﴾، أي [٢]: في جميع أموري، ﴿وَإِلَيهِ مَتَابِ﴾، أي: إليه أرجع وأنيب، فإنه لا يستحق ذلك أحد سواه.
يقول تعالى مادحًا للقرآن الذي أنزله على محمد ﷺ، ومفضلا له على سائر الكتب المنزلة قبله: ﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ﴾ أي: لو كان في الكتب الماضية كتاب تسير به الجبال] [٣] عن أماكنها، أو تقطع به الأرض وتنشق، أو تكلم به الموتى في قبورها، لكان هذا القرآن هو المتصف بذلك دون غيره، أو [٤] بطريق الأولى أن يكون كذلك، لما فيه من الإعجاز الذي لا يستطيع الإنس [٥] والجن عن آخرهم إذا اجتمعوا أن يأتوا بمثله، ولا بسورة من مثله، ومع هذا فهؤلاء المشركون كافرون به جاحدون له، ﴿[بَلْ لِلَّهِ][٦] الْأَمْرُ جَمِيعًا﴾، أي: مرجع الأمور كلها إلى الله ﷿، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ومن يضلل الله [٧] فلا هادي له، ومن يهد الله [فلا مضل له][٨].
وقد يطلق اسم القرآن على كل من الكتب المتقدمة، لأنه مشتق من الجميع [٩]، قال الإمام أحمد (٩٩):
حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة قال:
(٩٩) - صحيح "المسند" (٢/ ٣١٤)، وأخرجه البخاري، كتاب: الأنبياء، باب: قوله تعالى ﴿وَآتَينَا دَاوُودَ زَبُورًا﴾ (٣٤١٧) حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الرزاق به، ويذكره المصنف (سورة الإسراء / آية ٥٥) من طريق آخر للبخاري.