هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون﴾ إلى مؤمنى أهل الكتاب الموصوفين بقوله تعالى [١]: ﴿والذين يؤمنون بما أنزل إليك﴾. الآية.
على ما تقدم من الخلاف.
[][٢]: وعلى هذا فيجوز أن يكون قوله تعالى ﴿والذين يؤمنون بما أنزل إليك﴾ منقطعًا [٣] مما [٤] قبله، وأن يكون [٥] مرفوعًا على الابتداء وخبره ﴿[أولئك على هدًى من ربهم][٦]﴾ ﴿أولئك هم المفلحون﴾. واختار أنه عائد إلى [٧] جميع من تقدم ذكره من مؤمني العرب وأهل الكتاب؛ لما رواه السدّي عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرّة الهمداني، عن ابن مسعود، وعن أناس من أصحاب رسول الله ﷺ: أما الذين يؤمنون بالغيب، فهم المؤمنون من العرب والذين يؤمنون بما أنزل إليك [وما أنزل من قبلك هم][٨] المؤمنون من أهل الكتاب، ثم جمع الفريقين فقال: ﴿أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون﴾.
وقد تقدّم من الترجيح أنّ ذلك صفة للمؤمنين [٩] عامّة، والإشارة عائدة عليهم، والله أعلم.
وقد نقل هذا عن مجاهد وأبي العالية والرّبيع بن أنس وقتادة، ﵏.
وقال ابن أبي حاتم (١٠٩): حدَّثنا أبي، حدَّثنا يحيى بن عثمان بن صالح المصري، حدَّثنا أبي، حدثنا ابن لهيعة، حدّثني عبيد الله بن المغيرة، عن أبي الهيثم -واسمه سليمان بن عمرو [١٠]- عن عبد الله بن عمرو، عن النبي ﷺ وقيل له: يا رسول الله! إنا نقرأ من القرآن فنرجو، ونقرأ من القرآن فنكاد أن نيأس -أو كما قال- قال: فقال: "أفلا [١١] أخبركم عن أهل الجنة وأهل النار؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ﴿الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين﴾ إلى -قوله تعالى- ﴿المفلحون﴾ هؤلاء أهل الجنة". قالوا: إنا نرجو أن نكون
(١٠٩) - تفسير ابن أبي حاتم ٨٦ - (١/ ٤٠). وفي إسناده ابن لهيعة، وهو متكلم فيه. وعثمان بن صالح المصري: أورد له الذهبي (٣/ ٤٠) في الميزان حديثين، ثم نقل عن أبي حاتم قوله: هذا كذب. وقال الذهبي: صدوق، لينه أحمد بن صالح المصري؛ فإن أحمد بن صالح قال: دعه، دعه.