للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العوفي، عن أبي سعيد الخدري (١٣٤)، قال: قال رسول الله، : "لا تحل الصدقة لغني إلا في سبيل الله، وابن السبيل، أو جار فقير فيهدي [١] لك أو يدعوك".

وقوله: ﴿فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ﴾ أي: حكمًا [مقدرًا بتقدير] [٢] الله وفرضه وقسمته [٣] ﴿وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ أي: عليم بظواهر الأمور وبواطنها وبمصالح عباده ﴿حَكِيمٌ﴾ فيما [يفعله ويقوله] [٤] ويشرعه ويحكم به، لا إله إلا هو ولا رب سواه.

﴿وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٦١)

يقول تعالى: ومن المنافقين قوم يؤذون رسول الله، ، بالكلام فيه ﴿وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ﴾ أي: من قال له شيئًا [٥] صدقه، و [٦] من حدثه فينا صدقه، فإذا جئناه [٧] وحلفنا له صدقنا. روي معناه عن ابن عباس ومجاهد وقتادة. قال الله تعالى: ﴿قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ﴾ أي: هو أذن خير، يعرف الصادق من الكاذب ﴿يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ أي: ويصدق المؤمنين ﴿وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ﴾ أي: فهو حجة على الكافرين؛ ولهذا قال: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾.

﴿يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ (٦٢) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ (٦٣)

قال قتادة في قوله تعالى: ﴿يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ﴾ الآية - قال: ذكر لنا أن رجلًا من المنافقين قال: والله، إن هؤلاء لخيارنا وأشرافنا، وإن كان ما يقول محمد حقًّا [٨]


(١٣٤) - سنن أبي داود، كتاب الزكاة، باب: من يجوز له أخذ الصدقة وهو غني رقم (١٦٣٧) وعطية العوفي ضعيف.