للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النبي ؟ قال: "كلهم من قريش". وهذا لفظ مسلم.

ومعنى هذا الحديث البشارة بوجود اثني [١] عشر خليفة صالحًا [٢]، يقيم الحق ويعدل فيهم، ولا يلزم من هذا تواليهم وتتابع أيامهم، بل قد وجد منهم أربعة على [٣] نسق، وهم الخلفاء الأربعة أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلى ومنهم عمر بن عبد العزيز بلا شك عند الأئمة، وبعض بني العباس، ولا تقوم الساعة حتى تكون ولايتهم لا محالة، والظاهر أن منهم المهدي المبشر به في الأحاديث الواردة بذكره، فذكر [٤] أنه يواطئ اسمه اسم النبي واسم أبيه اسم أبيه، فيملأ الأرض عدلًا وقسطًا، كما ملئت جورًا وظلمًا، وليس هذا بالمنتظر الذي يتوهم [٥] الرافضة وجوده، ثم ظهوره من سرداب سامرا؛ فإِن ذلك وليس له حقيقة ولا وجود بالكلية، بل هو من هوس العقول السخيفة، وتوهم الخيالات الضعيفة، وليس المراد بهؤلاء [٦] الخلفاء الاثني عشر؛ الأئمة الذين يعتقد فيهم الاثنا عشرية من الروافض لجهلهم وقلة عقلهم. وفي التوراة البشارة بإسماعيل وأن الله يقيم من صلبه اثني عشر عظيمًا، وهم هؤلاء الخلفاء الاثنا [٧] عشر، المذكورون في حديث ابن مسعود وجابر بن سمرة. وبعض الجهلة ممن أسلم [٨] من اليهود، إِذا اقترن بهم بعض الشيعة يوهمونهم أنهم الأئمة الاثنا عشر؛ فيتشيع كثير منهم جهلًا وسفهًا، لقلة علمهم وعلم من لقنهم ذلك - بالسنن الثابتة عن النبي .

وقوله تعالى: ﴿وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ﴾، أي: بحفظي وكلاءتي ونصري، ﴿لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي﴾ أي: صدّقتموهم فيما [٩] يجيئونكم به من الوحي، ﴿وَعَزَّرْتُمُوهُمْ﴾ أى: نصرتموهم وآزرتموهم على الحق، ﴿وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا﴾ وهو الإِنفاق في سبيله، وابتغاء مرضاته، ﴿لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ﴾ أي: ذنوبكم، أمحوها [١٠] وأسترها ولا أؤاخذكم بها، ﴿وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾ أي: أدفع عنكم المحذور، وأحصل لكم المقصود.

وقوله: ﴿فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ﴾ أي: فمن خالف هذا الميثاق بعد عقده وتوكيده، وشدّه، وجحده وعامله معاملة من لا [١١] يعرفه، فقد أخطأ الطريق


[١]- في ز: "اثنا".
[٢]- في ز: "صالح".
[٣]- سقط من: ز.
[٤]- سقط من ز، خ.
[٥]- في خ: "تتوهم".
[٦]- سقط من ت.
[٧]- في ز: "الاثني".
[٨]- في ز: "سلم".
[٩]- في ز: "بما".
[١٠]- في ز، خ: "أمحصها".
[١١]- في ز: "لم".