للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمد بن دينار، عن إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال: قال رسول الله، صلى الله طيه وسلم: "من أحسن الصلاة حيث يراه الناس، وأساءها حيث يخلو، فتلك استهانة استهان بها ربه ﷿".

وقول: ﴿ولا يذكرون الله إلا قليلاً﴾ أي: في صلاتهم لا يخشعون ولا يدرون ما يقولون، بل هم عن [١] صلاتهم ساهون لاهون، وعما يراد بهم من الخير معرضون.

وقد روى الإمام مالك (٨٧٨)، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله، : "تلك صلاة المنافق، تلك صلاة المنافق، تلك صلاة المنافق: يجلس يرقب الشمس؛ حتى إذا كانت بين قرني الشيطان، قام فنقر أربعًا لا يذكر الله فيها إلا قليلاً".

وكذا رواه مسلم والترمذي والنسائي من حديث إسماعيل بن جعفر المدني، عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وقال الترمذي: حسن صحيح.

وقوله: ﴿مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء﴾ يعني: المنافقين محيرين بين الإيمان والكفر، فلا هم مع المؤمنين ظاهرًا وباطنًا، ولا مع الكافرين ظاهرًا وباطنًا، بل ظواهرهم معَ المؤمنين، وبواطنهم مع الكافرين، ومنهم من يعتريه الشك، فتارة يميل إلى هؤلاء، وتارة يميل


= (٢/ ٢٩٠) من طريق زائدة بن قدامة، كلاهما (الثورى وزائدة) عن إبراهيم الهجرى به. وإبراهيم بن مسلم الهجرى هذا ضعفه الجمهور، وبه أعله الهيثمى فى "المجمع" (١٠/ ٢٢٤) فقال: "رواه أبو يعلى، وفيه إبراهيم بن مسلم الهجرى، وهو ضعيف، ومن قبل الهيثمى ذكره المنذرى فى "الترغيب والترهيب" (١/ ٦٧ /رقم ١٨) وقال: "رواه عبد الرزاق فى كتابه وأبو يعلى، كلاهما من رواية إبراهيم ابن مسلم الهجرى عن أبى الأحوص عنه، ورواه من هذه الطرق ابن جرير الطبرى - ولم أقف عليه فى تفسيره فى مظانه فلعله فى كتاب آخر له والله أعلم - مرفوعًا أيضًا وموقوفًا على ابن مسعود وهو أشبه ومع هذا فقد حسنه ابن حجر كما فى "المطالب العالية" (٣/ ١٨٣/ ٢٣٠٠)!! ورمز لضعفه السيوطى فى "الجامع الصغير" (٦/ ٨٣٣٧ فيض) ورقم به أبو عبد الرحمن الألبانى (حديث ٥٣٦١) من "ضعيف الجامع الصغير".
(٨٧٨) - رواه مالك فى "الموطأ" كتاب: الصلاة، باب: النهي عن الصلاة بعد الصبح وبعد العصر (١/ ٢٢١) ومن طريقه أحمد (٣/ ١٤٩، ١٨٥)، وأبو داود، كتاب: الصلاة، باب: وقت العصر (٤١٣)، ورواه مسلم، كتاب: المساجد ومواضع الصلاة، باب: استحباب التبكير كالعصر (١٩٥) (٦٢٢)، والترمذى، كتاب: الصلاة، كتاب: ما جاء فى تعجيل العصر (١٦٠)، والنسائى، كتاب: المواقيت، باب: التشديد فى تأخير العصر (١/ ٢٥٤) من طريق إسماعيل بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن به.