للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿يراءون الناس﴾ أي: لا إخلاص لهم، [ولا معاملة مع الله، بل إنما يشهدون الناس تقية لهم ومصانعة] [١]؛ ولهذا يتخلفون كثيرًا عن الصلاة التي لا يرون فيها غالبًا كصلاة العشاء في وقت العتمة، وصلاة الصبح في وقت الغلس، كما ثبت في الصحيحين (٨٧٤) أن رسول الله، ، قال: "أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم أمر رجلًا فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال ومعهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرق عليهم بيوتهم بالنار [٢] ".

وفي رواية: "والذي نفسي بيده، لو علم أحدهم أنه يجد عَرْقًا ثمينا أو مرماتين [٣] حسنتين، لشهد الصلاة" (٨٧٥)، " ولولا ما في البيوت من النساء والذرية لحرقت عليهم بيوتهم بالنار" (٨٧٦).

وقال الحافظ أبو يعلى (٨٧٧): حدّثنا محمد [بن إبراهيم بن] [٤] أبي بكر المقدمي، حدثنا


(٨٧٤) - رواه البخارى، كتاب: الأذان، باب: فضل العشاء فى الجماعة (٦٥٧)، ومسلم، كتاب: المساجد ومواضع الصلاة، باب: فضل صلاة الجماعة (٢٥٢) (٦٥١)، وأبو داود، كتاب: الصلاة، باب: فى التشديد فى ترك الجماعة (٥٤٨)، وابن ماجه (٧٩١، ٧٩٧) من طرق عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة مرفوعًا به.
(٨٧٥) - رواه البخارى، كتاب: الأذان، باب: وجوب صلاة الجماعة (٦٤٤)، ومسلم، كتاب: المساجد ومواضع الصلاة (٢٥١) (٦٥١)، والنسائى (٢/ ١٠٧) من طريق أبى الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة مرفوعًا به.
(٨٧٦) - رواه أحمد (٢/ ٣٦٧) ثنا خلف ثنا أبو معشر عن سعيد المقبرى عن أبى هريرة مرفوعًا به، وأبو معشر هو نجيح بن عبد الرحمن السندى، ضعفه الجمهور، وبه أعله الهيثمى فى "المجمع" (٢/ ٤٥) فقال: "رواه أحمد، وأبو معشر ضعيف، ومع هذا فقد أشار لهذه الرواية ابن حجر فى "الفتح" (٢/ ١٢٦) وسكت عنها!!.
(٨٧٧) - مسند أبى يعلى (٩/ ٥١١٧) ويعيده المصنف كما هنا عند خاتمة سورة الكهف، وقد رواه عبد الرزاق فى "المصنف" (٢/ رقم ٣٧٣٨) عن سفيان الشورى، والبيهقى فى "السنن الكبرى"=