قالوا: حدَّثنا إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عبَّاس؛ قال: مر رجل من بني سليم بنفر من أصحاب النبي، ﷺ، وهو يسوق غنمًا له، فسلم عليهم، فقالوا:[ما سلم][١] علينا إلا ليتعوذ منا. فعمدوا إليه فقتلوه وأتوا بغنمه النبي، ﷺ، [فنزلت هذه الآية][٢] ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ إلى آخرها.
ورواه التِّرمِذي في التفسير، عن عبد بن حميد، عن عبد العزيز بن أبي رِزْمة، عن إسرائيل، به، و [٣] قال: هذا حديث حسن صحيح [٤]. وفي الباب عن أسامة بن زيد.
ورواه الحاكم من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، به. ثم قال: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه.
ورواه ابن جرير من حديث عبيد الله بن موسى وعبد الرحيم بن سليمان، كلاهما عن إسرائيل، به. وقال في بعض كتبه غير التفسير: وقد رواه من طريق عبد الرحمن فقط، وهذا خبر عندنا صحيح سنده، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيفًا، لعلل منها: أنَّه لا يعرف له مخرج عن سماك إلَّا من هذا الوجه، ومنها: أن عكرمة: في روايته عندهم نظر، ومنها: أن الذي أنزلت [٥] فيه هذه [٦] الآية عندهم مختلف فيه؛ فقال بعضهم: أنزلت [٧] في مُحَلِّم بن جثامة، وقال بعضهم: أسامة بن زيد، وقيل: غير ذلك.
قلت: وهذا كلام غريب، وهو مردود من وجوه أحدها: أنَّه ثابت عن سماك، حدث به عنه غير واحد من الأئمة [٨] الكبار. الثاني: أن عكرمة محتج به في الصحيح. الثالث: أنَّه مروي من غير هذا الوجه عن ابن عبَّاس؛ كما قال البخاري (٧٠٤): حدَّثنا على بن عبد الله،
(٧٠٤) - رواه البخارى، كتاب: التفسير، باب: ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا﴾ (٤٥٩١)، مسلم، كتاب: التفسير (٢٢) (٣٠٢٥)، وأَبو داود، كتاب: الحروف والقراءات (٣٩٧٤)، والنسائى فى "التفسير" (١٣٦) كلهم من طريق سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار به وانظر رقم (٧١٠).