ومما يؤكد أنه حديث "بشر" وليس حديث "نصر" أن الجمع رووه عن "بشر" وأما رواية "عمرو بن عاصم" فهو: "صدوق في حفظه شيء" فيخشى أن يكون وهم في التسمية، وأما رواية أبى عبد الرحمن المقرئ - والتى اعتمد عليها الحاكم فصحح الحديث بها - فإنه قد تبين أنه اختلف عليه فيها وترجيح الرواية الموافقة للجماعة أولى، ومما يؤكد صحة رواية الجماعة أنه قد رواه أحمد (٤/ ١١٠) والطبراني (١٧/ ٩٨١) وأبو نعيم من طريق حماد بن سلمة عن يونس بن عبيد عن حميد بن هلال به وسماه "بشر بن عاصم" وتابع حماد يزيد ابن زريع عند أبي نعيم، بينما رواه الحاكم (٢/ ١٩) من طريق حماد بن سلمة، فقال فيه: "نصر بن عاصم"!! وعلى كُل حالٍ، فإن "بشرًا" مما يحسن حديثه، لا سيما وأن له شاهدًا من حديث أنس بن مالك سود به أبو عبد الرحمن الألبانى حديث رقم (٦٨٩) من " الصحيحة". وقد ذكر حديث عقبة الهيثمى في "المجمع" (١/ ٣١، ٣٢) وقال: "رواه الطبراني في الكبير وأحمد وأبو يعلى إلا أنه قال: عقبة بن خالد بدل عقبة بن مالك - وكأنه خطأ قديم من أحد النساخ، أو وهم من أبي يعلى، ومع هذا فقد صوبه محقق مسند أبي يعلى في المتن!! - ورجاله ثقات كلهم".