للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أموالهم - تشاءموا بمحمد ، وقالوا: ﴿هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ﴾، يقولون: بتركنا ديننا واتباعنا محمدًا أصابنا هذا البلاء، فأنزل الله ﷿: ﴿قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾ [] [١] أي: الجميع بقضاء الله وقدره، وهو نافذ في البر والفاجر والمؤمن والكافر.

قال على بن أبي طلحة، عن ابن عباس: ﴿قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾ أي: الحسنة والسيئة وكذا قال الحسن البصري.

ثم قال تعالى منكرًا على هؤلاء القائلين هذه المقالة الصادرة عن شك وريب، وقلة فهم وعلم، وكثرة جهل وظلم: ﴿فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا﴾.

ذكر حديث غريب يتعلق بقوله تعالى: ﴿قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾.

قال الحافظ أبو بكر البزار (٦٢٤): حدّثنا السكن بن سعيد، حدّثنا عمر بن يونس، حدّثنا إسماعيل بن حماد، عن مقاتل بن حيان، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده؛ قال: كُنَّا جلوسًا عند رسول الله، ، فأقبل [٢] أبو بكر وعمر في قبيلتين من النَّاس، وقد ارتفعت أصواتهما، فجلس أبو بكر قربها من النَّبيُّ، ، وجلس عمر قريبًا [عن أبي بكر] [٣]، فقال رسول الله، : "لم ارتفعت أصواتكما؟ "، فقال رجل: يا رسول (١) الله، قال أبو بكر [] [٤]: الحسنات من الله، والسيئات من أنفسنا، فقال رسول الله : "فما قلت يا


(٦٢٤) - " كشف الأستار" (٣/ ٢١٥٣) و "مختصر الزوائد" لابن حجر (٢/ ١٥٩٧) وقال ابن حجر عقبه: "هذا خبر مُنكرٌ، وفى الإسناد ضعف" وأبانه شيخه الهيثمى فقال في "المجمع" (٧/ ١٩٥): "شيخ البزار السكن بن سعيد لم أعرفه، وبقية رجال البزار ثقات، وفى بعضهم كلام لا يضر" لا سيما وأن لهم متابعاً فقد أودع الألبانى هذا الحديث في "الصحيحة" (٤/ ١٦٤٢) بلفظ: "لو أراد الله ألا يعصى ما خلق إبليس" ونقل كلام ابن كثير الذي هنا وقال: "إسماعيل بن حماد إن كان الأشعرى مولاهم فهو صدوق، وإن كان حفيد الإمام أبي حنيفة فقد تكلموا فيه، وأيهما كان فلم يتفرد به، فقد أخرجه البيهقي [في "الأسماء والصفات" (١/ ٣٢٩) وكذا في "شعب الإيمان" كما في اللآلئ المصنوعة (١/ ٢٣٤) و "الاعتقاد" (ص ١٥٩) وابن عدي في "الكامل" (٥/ ١٧٦٧)] من طريق عباد بن عباد عن عمر بن ذر قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: لو أراد الله ألا يُعصى ما خلق إبليس. وحدثنى مقاتل بن حيان عن عمرو بن شعيب به مرفوعًا، وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات على الخلاف المعروف في عمرو بن شعيب، فالإسناد حسن، وعباد بن عباد هو ابن علقمة المازنى =