للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يرى مخ ساقها. قال: فكان جزاء أبيك ما صنعت به، أنت إلى بهذا أسرع. ثم أمر بها فربطت قرون رأسها بذنب فرس فركض الفرس حتَّى قتلها، وفيه يقول عدي بن زيد العبادي أبياته المشهورة السائرة:

أيها الشامت المعير بالدهـ … ر أأنت المبرأ الموفور

أم لديك العهد الوثيق من الأيَّـ … ام بل أنت جاهل مغرور

من رأيت المنون خلد أم من … ذا عليه من أن يضام خفير

أين كسرى كسرى الملوك أنوشر … وإن أم أين قبله سابور

وبنو الأصفر الكرام ملوك إلـ … روم لم يبق منهم مذكور

وأخو الحضر إذ بناه وإذ دجـ … لة تحبى إليه والخابور

شاده مرمرًا وجد له كلـ … سًا فللطير في ذراه وكور

لم تهبه أيدي المنون فباد إلـ … ملك عنه فبابه مهجور

وتذكر رب الخورنق إذ أشر … ف يوماً وللهدى تفكير

سره ماله وكثرة ما يمـ … لك والبحر معرضًا والسدير

فارعوى قلبه وقال فما غبـ … طة حي إليَّ الممات يصير

ثم أضحوا كأنهم ورق جف … فألوت به الصبا والدبور

ثم بعد الفلاح والملك والأمـ … ة وارتهم هناك القبور] [١]

وقوله: ﴿وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ﴾ أي: خصب ورزق، من ثمار وزروع وأولاد وغير [٢] ذلك، هذا معنى قول ابن عباس وأبي العالية والسدي ﴿يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ﴾ أي: قحط وجدب ونقص في الثمار والزروع، أو موت أولاد أو نتاج، أو غير ذلك؛ كما يقول أبو العالية والسدي، ﴿يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ﴾ أي: من قبلك، وبسبب اتباعنا لك، واقتدائنا بدينك، كما قال تعالى عن قوم فرعون: ﴿فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ﴾، وكما قال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ﴾ الآية، وهكذا قال هؤلاء المنافقون الذين دخلوا في الإِسلام ظاهرًا وهم كارهون له في نفسه، الأمر، ولهذا إذا أصابهم شر إنَّما يسندونه إلى اتباعهم للنبي، . وقال السدّي: ﴿وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ﴾ قال: والحسنة الخصب، تنتج مواشيهم وِخيولهم وأنعامهم، ويحسن حالهم، وتلد نساؤهم الغلمان، قالوا: ﴿هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ﴾، والسيئة: الجدب والضرر في


[١]- ما بين المعكوفتين سقط من: ز، خ.
[٢]- في ت: "ونحو".