للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عمر؟ " فقال: قلت: الحسنات والسيئات من الله تعالى [١]، فقال رسول الله : "إن أول من تكلم فيه جبريل ومكائيل، فقال ميكائيل مقالتك يا أبا بكر، وقال جبريل مقالتك يا عمر فقال: "فيختلف أهل السماء، وإن يختلف أهل السماء يختلف أهل الأرض، فتحاكما إلى إسرافيل فقضى بينهما: إن الحسنات والسيئات من الله". ثم أقبل على أبي بكر وعمر، فقال: "احفظا قضائي بينكما، لو أراد الله أن لا يعصى [لم يخلق] [٢] إبليس".

قال شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس بن تيمية: هذا حديث موضوع مختلق باتفاق أهل المعرفة.

ثم قال تعالى مخاطبًا لرسوله، والمراد جنسٍ الإِنسان ليحصل الجواب -: ﴿مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾ أي: من فضل الله ونِّه [٣] ولطفه ورحمته، ﴿أي: فمن قِبَلِكَ، ومن عملك أنت [٤]، كما قال تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾.

قال السدي والحسن البصري وابن جريج وابن زيد: ﴿فَمِنْ نَفْسِكَ﴾ أي: بذنبك، قال قتادة (٦٢٥) [في الآية] [٥]: ﴿مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ


= البصري، ومقاتل بن حيان ثقة من رجال مسلم، وهو غير مقاتل بن سليمان المفسر المتهم، ولعل شيخ الإسلام توهم أنَّه هو راوي هذا الحديث، وإلا فلا وجه للحكم عليه بالوضع من حيث إسناده؛ فإنَّه ليس فيه متهم، ولا من حيث متنه؛ فإنَّه غير مستنكرٍ، فقد اتفق أهل السنة على أن كل شئ من الطاعات والمعاصى فبإرادة الله ، لا يقع شئ من ذلك رغمًا عنه ، لكنَّه يحب الطاعات ويكره المعاصى. وقد أخرج الحديث الطبراني في "المعجم الأوسط" (٣/ ٢٦٤٨) من طريق عمر بن الصبح عن مقاتل بن حيان به، وعمر بن الصبح ضعيف جداً؛ كما قال الهيثمى. وقد ورد الحديث من طريق آخر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به، لكن في سنده جهالة، وشاهد من حديث ابن عمر، وفى إسناده بقية بن الوليد، وهو مدلس وعنعنه عن شيخ له مجهول، راجع "الصحيحة" وشاهد آخر - لم يورده الألبانى - أخرجه الآجرى في "الشريعة" (١/ ٤٥٤) وييبى بنت عبد الصَّمد في "جزئها" (ح ١٠٥ وابن بطة في "الإبانة" (خ ١٥٥٩) وفى إسناده يَحْيَى بن سابق أبو زكريا وهو متروك كما قال الدارقطني وغيره، ولذا كان من نصيب موضوعات ابن الجوزي (١/ ٢٧٣).
(٦٢٥) - تفسير ابن جرير (٨/ ٩٩٦٩) ثنا بشر بن معاذ، ثنا يزيد، ثنا سعيد عن قتادة به، وإسناده =