للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن ابن عباس وأبي العالية ومجاهد وعطاء وعكرمة وسعيد بن جبير، والشعبي، والحسن، وعطية: "الجبت" الشيطان. و [١] زاد ابن عباس: بالحبشية. وعن ابن عباس أيضًا: الجبت: الشرك. وعنه: "الجبت" الأصنام. وعن الشعبي: "الجبت" الكاهن. وعن ابن عباس: "الجبت" حيي بن أخطب. وعن مجاهد: "الجبت" كعب بن الأشرف.

وقال العلامة أبو نصر بن [٢] إسماعيل بن حماد الجوهري في كتابه "الصحاح": "الجبت" كلمة تقع على الصنم والكاهن [٣] والساحر ونحو ذلك. وفي الحديث: "الطيرة والعيافة والطرق من الجبت". قال: وليس هذا من محض العربية؛ لاجتماع الجيم والتاء في [كلمة واحدة من غير حرف] [٤] ذَوْلَقِيّ [٥]. وهذا الحديث الذي ذكره رواه الإمام أحمد في مسنده فقال (٥٤٦): حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا عوف، عن [٦] حيان أبي العلاء، حدثنا قطن بن قبيصة، عن أبيه- وهو قبيصة بن مخارق- أنه سمع النبي قال: "إن العيافة والطرق والطيرة من الجبت".

و [٧] قال عوف: "العيافة" زجر الطير. "والطرق" الخط يخط في الأرض، "والجبت" - قال الحسن- إنه [٨] الشيطان.

وهكذا رواه أبو داود في سننه والنسائي، وابن أبي حاتم في تفسيرهما [٩] من حديث عوف الأعرابي به.

وقد تقدم الكلام على "الطاغوت" في سورة البقرة بما [١٠] أغنى عن إعادته هاهنا.


(٥٤٦) -" المسند" (٥/ ٦٠) وأخرجه أيضًا (٣/ ٤٧٧)، أبو داود (٣٩٠٧، ٣٩٠٨)، والنسائى فى "التفسير" من "الكبرى" (٦/ ١١١٠٨)، وابن أبى حاتم فى تفسيره (٣/ ٥٤٤٣) وغيرهم من طرق عن عوف الأعرابى به، وصححه ابن حبان (١٣/ ٦١٣١) وحسن إسناده النووى [كما فى "فيض القدر" للمناوى (٤/ ٣٩٦)، ورمز لصحته السيوطى فى "الجامع الصغير" مع أن الرواة اختلفوا فى إسناده عن عوف وهو ابن أبى جميلة الأعرابى، فقال بعضهم: حيان، لم ينسبه، وقال بعضهم: حيان أبى العلاء، وقال آخرون: حيان بن عمير، وقال آخر: حبان بن مخارق. وضعفه الألبانى لهذا الاضطراب فقال فى "غاية المرام" (ص ١٨٤): "وهذا اضطراب شديد يدل على أن الراوى لم يحفظ ولم يضبط، فكان دليلًا على ضعف الحديث، على أن بعض هذه الوجوه من الاضطراب يمكن=