للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سعد بن إبراهيم، عن معبد الجهني قال: كان معاوية قلما يحدث عن النبي ، قال: وكان قلما يكاد أن يدع يوم الجمعة هؤلاء الكلمات أن يحدث بهن عن النبي يقول: "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين، وإن هذا المال حلو خضر، فمن يأخذه بحقه يبارك له فيه، وإياكم والتمادح فإنه الذبح".

وروى ابن ماجة منه: "إياكم والتمادح فإنه الذبح" عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن غندر، عن شعبة به، ومعبد هذا هو ابن عبد الله بن عُليم [١] البصري القدري.

وقال ابن جرير (٥٤٤): حدثنا ابن [٢] يحيى بن إبراهيم المسعودي، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن الأعمش، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، قال: قال عبد الله بن مسعود: إن الرجل ليغدو بدينه ثم يرجع وما معه منه شيء، يلقى الرجل ليس يملك له نفعًا ولا ضرًّا فيقول له [٣]: إنك [كنت والله] [٤] [كيت وكيت] [٥]، فلعله أن يرجع ولم يحظ [٦] من حاجته بشيء وقد أسخط الله. ثم قرأ ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ﴾ الآية.

وسيأتي الكلام على ذلك مطولًا عند قوله تعالى: ﴿فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى﴾. ولهذا قال تعالى: ﴿بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ﴾ أي: المرجع في ذلك إنى الله ﷿؛ لأنه عالم بحقائق الأمور وغوامضها.


= أبى شيبة فى "المصنف" (٦/ ٢٠٦) وعنه ابن ماجة، كتاب الأدب، باب: المدح (٣٧٤٣) ثنا غندر محمد بن جعفر عن شعبة به مقتصرًا على قوله: "إياكم والتمادح … " وقال البوصيرى فى "الزوائد" (٣/ ١٨١): "إسناده حسن، معبد مختلف فيه، وباقى رجال الإسناد ثقات" وأقره الألبانى فأودعه فى "الصحيحة" (٣/ رقم ١٢٨٤).
(٥٤٤) - تفسير ابن جرير (٨/ ٩٧٤٤) ويحيى بن إبراهيم هو ابن محمد بن أبى عُبيدة بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود المسعودى، قال النسائى: "صدوق" وذكره ابن حبان فى "الثقات" مترجم فى "التهذيب" غير أن أباه وجدَّه لم أجد لهما ترجمة، وجدُّ هو أبو عبيدة عبد الملك بن معن، ثقة كما فى "التقريب". والخبر لم يعزه السيوطى فى "الدر المنثور" (٢/ ٣٠٥) لغير ابن جرير.