للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبي حاتم أيضًا (٥٣٢): حدَّثنا عبد الملك بن أبي عبد الرحمن المقري حدَّثنا [عبد الله بن عاصم، حدَّثنا صالح - يعني المرى أَبو بشر] [١] عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال: كنا لا نشك فيمن أوجب الله له النار في الكتاب حتَّى نزلت علينا هذه الآية ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ قال: فلما سمعناها كففنا عن الشهادة وأرجينا الأمور إلى الله - عَزَّوَجّلَ -.

وقال البزار حدَّثنا (٥٣٣): محمد بن عبد الرحيم، حدَّثنا شيبان بن أبي شيبة، حدَّثنا حرب بن سُريج، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال: كنا نمسك عن الاستغفار لأهل الكبائر حتَّى سمعنا نبينا يقول: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ وقال: "أخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة" وقال أَبو جعفر الرازي، عن الربيع، أخبرني مُجَبَّر [٢]، عن عبد الله بن عمر: أنَّه قال: لما نزلت ﴿قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ قام رجل فقال: والشرك بالله [٣]، يا نبي الله؟ فكره ذلك رسول الله صلى الله


(٥٣٢) - تفسير ابن أبي حاتم (٣/ ٥٤٢١) ولم يعزه السيوطى فى "الدر المنثور" (٢/ ٣٠٢) من هذه الطَّرِيقِ لغير ابن أبي حاتم، وصالح بن بشير المرى أَبو بشر ضعيف كما فى "التقريب" لكن تابعه حرب بن سريج عن أيوب به نحوه، وهو الآتى.
(٥٣٣) - كما فى "مختصر زوائد البزار" لابن حجر (٢ / رقم ٢٢١٩) وأخرجه ابن أَبى عاصم فى "السنة" (٢/ رقم ٨٣٠)، وأَبو يعلى فى مسنده (١٠/ ٥٨١٣) - ومن طريقه وطريق غيره ابن عدى فى "الكامل" (٢/ ٨٢٥) - والطبراني فى "الأوسط" (٦/ ٥٩٤٢) كلهم من طريق شيبان به، وقال ابن عدى: "هذا لا يرويه عن أيوب بهذا الإسناد غير حرب بين سريج" وقال الطبرانى: "لم يرو هذا الحديث عن أيوب السختيانى إلَّا حربُ بن سُرَيج، تفرد به شيبان" وهو صدوق غير أن شيخه حرب بن سُريج مختلف فيه فقال أَبو الوليد الطيالسي وأحمد وابن عدى: "ليس له بأسًا ووثقه ابن معين، وقال الدارقطني: صالح، لكن قال البخارى: "فيه نظر" وقال أَبو حاتم: "ينكر عن الثقات، ليس بقوى" وقال ابن حبان: "يخطئ كثيرًا حتَّى خرج عن حد الاحتجاج إذا انفرد" وفى "التقريب": صدوق يخطئ ومع هذا فقد أطلق توثيقه الهيثمى فى "المجمع" (٧/ ٨) فذكر هذا الحديث وقال: "رواه أَبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير حرب بن سريج وهو ثقة" ثم ضبطه فى موضع آخر فقال -: (١٠/ ٢١٣، ٢١٤): رواه البزار وإسناده جيد. ولم يجزم به في موضع ثالث (١٠/ ٣٨١) فقال: "رواه الطبرانى فى "الأوسط" وفيه حرب بن سريج وقد وثقه غير واحد وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح" غير أن الحديث وقع فى هذا الموضع من مسند ابن عبَّاس وهو خطأ لأن الذى فى "الأوسط" هو حديث ابن عمر، وعلى الرغم من الخلاف فى "حرف بن سريج" فقد صحح الإسناد السيوطى =