للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

آخره، فقال: -يعني عثمان-: "فليرابط امرؤ كيف شاء" هل بلغت؟ قالوا: نعم. قال: اللهم اشهد.

(حديث آخر) قال أبو عيسى الترمذي (٦٠٤): حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، حدثنا محمد بن المنكدر، قال: مر سلمان الفارسي بشرحبيل بن السمط وهو في مرابطة له، وقد شق عليه وعلى أصحابه فقال: ألا أحدثك يا ابن السمط بحديث سمعته من رسول الله ؟ قال: بلى. قال: سمعت رسول الله يقول: "رباط يوم في سبيل الله أفضل -أو قال خير- من صيام شهر وقيامه، ومن مات فيه وُقي فتنة القبر، ونمي له عمله إلى يوم القيامة".

تفرد به الترمذي من هذا الوجه، وقال: هذا حديث حسن. وفي بعض النسخ زيادة: وليس إسناده بمتصل، وابن المنكدر لم يدرك سلمان.

(قلت) الظاهر أن محمد بن المنكدر سمعه من شرحبيل بن السمط، [وقد رواه مسلم، والنسائي من حديث مكحول وأبي عبيدة بن عقبة، كلاهما عن شرحبيل بن السمط] [١] وله صحبة عن سلمان الفارسي، عن رسول الله أنه قال: "رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقة، وأمن الفتان". وقد تقدم سياق مسلم بمفرده.

(حديث آخر) قال ابن ماجة (٦٠٥): حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة، حدثنا محمد بن يعلى السلمي، حدثنا عمرو بن صبيح [٢]، عن عبد الرحمن بن عمرو، عن مكحول، عن أبي


(٦٠٤) - " الجامع" للترمذي، كتاب فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل المرابط (١٦٦٥) وقال الترمذي: "هذا حديث حسن" يعني بذلك متنه وإن كان وإلا فقد قال بعد ذلك: "حديث سلمان إسناده ليس بمتصل، محمد بن المنكدر لم يدرك سلمان الفارسي، وقد رُوِيَ هذا الحديث عن أيوب بن موسى عن مكحول عن شرحبيل بن السِّمْط عن سلمان عن النبي " وهذه الطريق عند مسلم وقد تقدم تخريجه هنا برقم (٦٤٥).
(٦٠٥) - سنن ابن ماجه، كتاب الجهاد، باب فضل الرباط في سبيل الله (٢٨٦٨) وقال البوصيري في "الزوائد" (٢/ ٣٩٢، ٣٩٣): "هذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن يعلى وشيخه عمر بن صبيح ومكحول لم يدرك أبي بن كعب، ومع ذلك فهو مدلس وقد عنعنه" وقال عبد العظيم المنذري في "كتاب الترغيب والترهيب" (٢/ ٢٤٥، ٢٤٦) - في باب الرباط: "وآثار الوضع عليه ظاهر" قال المنذري ولا عجب فرواية عمر بن صبيح الخراساني، ولولا أنه في الأصول لما ذكرته، وقال المصنف في "جامع المسانيد والسنن" (١/ ١٥٠) "اخلق بهذا الحديث أن يكون موضوعًا، لما فيه من المجارفة، ولأنه =