وهكذا رواه أحمد أيضًا [١] عن روح، عن كهمس، عن مصعب بن ثابت، عن عثمان، وقد رواه ابن ماجة، عن هشام بن عمار، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن مصعب بن ثابت، عن عبد الله بن الزبير قال: خطب عثمان بن عفان الناس، فقال: يا [٢] أيها الناس سمعت حديثًا من رسول الله ﷺ، لم يمنعني أن أحدثكم به إلا الظن بكم وبصحابتكم، فليختر مختار لنفسه، أو ليدع، سمعت رسول الله ﷺ يقول:"من رابط ليلة في سبيل الله كانت كألف ليلة [قيامها وصيامها] ".
(طريق [٣] أخرى) عن عثمان ﵁، قال الترمذي (٦٠٣): حدثنا الحسن بن علي الخلال، حدثنا هشام بن عبد الملك، حدثنا الليث بن سعد، حدثنا أبو عقيل -زهرة بن معبد- عن أبي صالح مولى عثمان بن عفان، قال: سمعت عثمان وهو على المنبر، يقول: إني كتمتكم حديثًا سمعته من رسول الله ﷺ كراهية تفرقكم عني، ثم بدا لي أن أحدثكموه [٤] ليختار امرؤ لنفسه ما بدا له، سمعت رسول الله ﷺ يقول:"رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل".
ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، قال محمد -يعني البخاري-: أبو صالح مولى عثمان -اسمه بركان-، وذكر غير الترمذي، أن اسمه الحارث والله [٥] أعلم. وهكذا رواه الإمام أحمد من حديث الليث بن سعد، وعبد الله بن لهيعة، وعنده زيادة في
(٦٠٣) - " الجامع للترمذى" كتاب فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل المرابط (١٦٦٧) وأخرجه الدارمي (٢٤٢٩) والبزار في مسنده (٢ / رقم ٤٦) والبيهقي في "السنن الكبرى" (٩/ ٣٩) من طريق أبي الوليد هشام بن عبد الملك به، وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٤/ ٥٨٤) وأحمد (١/ ٦٥، ٧٥) والنسائي (٦/ ٣٩، ٤٠) والحاكم في "المستدرك" (٢/ ١٤٣ - ١٤٤) وصحح إسناده ووافقه الذهبي، والمزي في "تهذيب الكمال" (٣٣/ ٤٢١) من طرق عن الليث بن سعد به وأخرجه أحمد (١/ ٦٢) من طريق ابن لهيعة ثنا زهرة بن معبد به وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (١/ ٦٦) ومن طريقه المزي (٣٣/ ٤٢٢) ثنا سويد بن سعيد ثنا رشدين بن سعد عن زهرة به وأخرجه الطيالسي في مسنده (ص ١٥) والنسائي (٦/ ٤٠) وابن حبان (١٠/ ٤٦٠٩) والحاكم (٢/ ٦٨) والبيهقي في "السنن الكبرى" (٩/ ١٦١) وفي "الشعب" (٤/ ٤٢٣٣) من طريق عبد الله بن المبارك أخبرنا أبو معن، حدثني أبو عقيل به- وسقط "أبو عقيل" من مسند الطيالسي فليستدرك - وصححه الحاكم من هذا الوجه على شرط البخاري ووافقه الذهبي مع أن أبا صالح مولى عثمان لم يرو له البخاري لكن وثقه ابن حبان "الثقات" (٤/ ١٣٦) والعجلي والهيثمي في "المجمع" (١/ ٢٩٧) وحسن حديثه هذا الترمذي وفي بعض النسخ صححه وقد جزم الدارقطني، والرامهرمزي وابن حبان بأن اسمه الحارث، والله أعلم.