للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مُسْلِمِينَ (٥٣) أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَينِ بِمَا صَبَرُوا﴾ الآية. وقد قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَينَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ﴾ الآية. [وقد قال تعالى] [١]: ﴿وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾ وقال تعالى: ﴿لَيسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ﴾: وقال تعالى: ﴿قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (١٠٧) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (١٠٨) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ] [٢] يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا﴾. وهذه الصفات توجد في اليهود، ولكن قليلا، كما وجد في عبد الله بن سلام وأمثاله ممن آمن من أحبار اليهود، ولم يبلغوا عشرة أنفس، وأما النصارى فكثير منهم يهتدون [٣]، وينقادون للحق، كما قال تعالى: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى﴾، إلى قوله تعالى: ﴿فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا﴾ الآية. هكذا [٤] قال ها هنا: ﴿أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾ الآية.

وقد ثبت في الحديث (٥٧٨) أن جعفر بن أبي طالب لما قرأ سورة "كهيعص" بحضرة النجاشي ملك الحبشة، وعنده البطاركة والقساوسة بكى وبكوا معه؛ حتَّى أخضبوا لحاهم.

وثبت في الصحيحين (٥٧٩) أن النجاشي لما مات، نعاه النبي إلى أصحابه، وقال: "إنَّ


(٥٧٨) - جزء من حديث أخرجه ابن هشام في "السيرة" (١/ ٢٢٢، ٢٢٥) وأحمد في "المسند" (١/ ٢٠٢) (٥/ ٢٩٠) عن محمد بن إسحاق، حدثني حمد بن مسلم الزهري، عن أَبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي عن أم سلمة زوج النبيِّ وهذا إسناد حسن، وابن إسحاق قد صرح بالتحديث، والحديث أورده الهيثمي في "المجمع" (٦/ ٢٧: ٣٠) وعزاه إلى أحمد وقال: "ورجاله رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع".
(٥٧٩) - أخرجه مسلم، كتاب لجنائز، باب في التكبير على الجنازة (٦٤: ٦٦) (٩٥٢) (٦٧) (٩٥٣) من حديث جابر بن عبد الله وعمران بن حصين، وحديث جابر أصله في صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب: من صف صفين أو ثلاثة على الجنازة خلف الإمام (١٣١٧) دون اللفظ المرفوع، وفي الباب عن غير واحد من الصحابة راجع "الإرواء" للألباني (٣ / رقم ٧٢٧).