عن خيثمة، عن الأسود؛ قال [١]: قال عبد الله -يعني ابن مسعود-: ما من نفس برة ولا فاجرة إلَّا الموت خير لها، لئن كان برًّا، لقد قال الله تعالى: ﴿وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيرٌ لِلْأَبْرَارِ﴾.
وكذا رواه عبد الرزاق، عن الأعمش عن الثَّوري به، وقرأ ﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾.
وقال [٢] ابن جرير (٥٧٧): حدثني المثنى، حدَّثنا إسحاق، حدَّثنا [٣] ابن أبي جعفر، عن فرج [٤] بن فضالة، عن لقمان، عن أبي الدرداء، أنَّه كان يقول: ما من مؤمن إلا والموت خير له، وما من كافر إلا والموت خير له، ومن لم يصدقني، فإن الله يقول: ﴿وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيرٌ لِلْأَبْرَارِ﴾، ويقول ﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾.
يخبر تعالى عن طائفة من أهل الكتاب أنهم يؤمنون بالله حق الإيمان، ويؤمنون [٥] بما أنزل على محمد، مع ما هم مؤمنون به من الكتب المتقدمة، أنهم خاشعون لله، أي مطيعون له، خاضعون متذللون بين يديه، ﴿لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا﴾ أي: لا يكتمون ما بأيديهم من البشارة [٦] بمحمد ﷺ، وذكر صفته ونعته ومبعثه وصفة أمّته، وهؤلاء هم خيرة أهل الكتاب وصفوتهم سواء كانوا هودًا أو نصارى. وقد قال تعالى في سورة القصص ﴿الَّذِينَ آتَينَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (٥٢) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ
(٥٧٧) - تفسير ابن جرير (٧/ ٨٣٧٥) ولقمان هو ابن عامر الوصَّابي، قال أَبو حاتم الرازي: روايته عن أبي الدرداء مرسلة، وهو مترجم في "التهذيب". والخبر زاد نسبته السيوطي في "الدر المنثور" (٢/ ١٨٣) إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر.