للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخًا لكم بالحبشة قد مات، فصلوا عليه"، فخرج إلى الصحراء فصفهم، وصلى عليه.

وروى ابن أبي حاتم والحافظ أبو بكر بن مردويه (٥٨٠) من حديث حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك بن قال: لما توفي النجاشي، قال رسول الله : "استغفروا لأخيكم [١] فقال بعض الناس: يأمرنا أن نستغفر لعلج مات بأرض الحبشة، فنزلت: ﴿وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ﴾ الآية.

ورواه عبد بن حميد وابن أبي حاتم من طريق أخرى (٥٨١)، [عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن الحسن، عن النبي ، ثم رواه ابن مردويه (٥٨٢) من طرق: عن حميد [٢]، عن أنس بن مالك نحو [٣] ما تقدم.

ورواه أيضًا ابن جرير (٥٨٣) من حديث أبي بكر الهذلي، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن جابر، قال: قال رسول الله حين مات النجاشي: "إن أخاكم أصحمة قد مات! "، فخرج رسول الله فصلى كما يصلي على الجنائز فكبر عليه أربعًا، فقال المنافقون: يصلى


(٥٨٠) - أخرجه ابن أبي حاتم (٣/ ٤٦٨٢) ثنا أبي، ثنا أحمد بن محمد بن عبد الله، والطبراني في " الأوسط" (٣/ ٢٦٦٧) ثنا إبراهيم -وهو ابن أحمد بن عمر الوكيعي- نا أبي، كلاهما (الأحمدان) ثنا مؤمل بن إسماعيل، ثنا حماد به، وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن حمادٍ إلا مُؤَمَّلٌ" وهو صدوق سيئ الحفظ فمثله لا يحتمل، والحديث ذكره الهيثمي في "المجمع" (٩/ ٤٢٢، ٤٤٣) وقال: "رواه الطبراني في "الأوسط" بإسنادين أحدهما قال فيه "صلوا عليه" تأتي هذه الرواية (٦٣١) ورجالهما ثقات، وفي هذه من لم أعرفه" قلت: كلهم معروفون وشيخ الطبراني أحسن عبد الله بن أحمد القول فيه، ووثقه أبو الحسن الدارقطني "تاريخ بغداد" (٥/ ٦، ٦) وأبوه ثقة مترجم في "التهذيب" وباقي رجاله من رجال "التهذيب".
(٥٨١) - أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (٣/ ٤٦٨٣) واقتصر السيوطي في "الدر المنثور" (٢٠٠/ ٢) على عزوه إلى عبد بن حميد، ورواه النسائي في "التفسير" من "السنن الكبرى" (٦/ ١١٠٨٩) أنا عمرو بن منصور، نا يزيد بن مهران أبو خالد الخباز، أنا أبو بكر بن عياش عن حميد عن الحسن مرسلًا.
(٥٨٢) - وعزاه لابن مردويه السيوطي في "الدر المنثور" (٢٠٠/ ٢) وأخرجه النسائي في "التفسير" من "الكبرى" (٦/ ١١٠٨٨) والطبراني في "الأوسط" (٥/ ٥١٤٧) من طريق يزيد بن مهران قال: نا أبو بكر بن عياش، وأخرجه البزار (١ / رقم ٨٣٢) وابن شاهين والدارقطني في "الأفراد" كما في "الإصابة" (١/ ١٧٧) والواحدي في "أسباب النزول" (ص ١٠٥) من طريق معتمر، كلاهما (أبو بكر بن عياش ومعتمر) عن حميد عن أنس قال: لما جاء نَعيُ النجاشي قال رسول الله "صلوا عليه، قالوا: يا رسول الله نصلى على عبد حبشي؟! فأنزل الله ﷿ ﴿وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ … ﴾ وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن حميد إلا أبو بكر بن عياش، ومعتمر بن سليمان" كذا قال، ورواه البزار (٨٣٢ / كشف) من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن حميد به، والحديث ذكره الهيثمي في "المجمع" (٣/ ٤١) وقال: "رواه البزار والطبراني في "الأوسط" ورجال الطبراني ثقات إلا أن حميد بن أبي حميد مدلس وقد عنعن لكنه، هنا يروى عن أنس وفي "جامع التحصيل" للعلائي (ص ١٦٨) قال مؤمل بن إسماعيل: عامة ما يرويه حميد عن أنس سمعه من ثايت يعني البناني عنه، وقال أبو عبيدة الحداد عن شعبة لم يسمع حميد من أنس إلا أربعة وعشرين حديثًا والباقي سمعها من ثابت أو ثبته فيها ثابت، قلت العلائي- فعلى تقدير أن يكون مراسيل قد تبين الواسطة فيها، وهو ثقة محتج به" والحديث زاد نسبته السيوطي إلى ابن المنذر.
(٥٨٣) - تفسير ابن جرير (٧/ ٨٣٧٦) ثنا عصام بن رواد بن الجراح قال: حدثنا أبي قال حدثنا أبو بكر الهذلي له، وفي روايته خلاف لما نقله المصنف هنا، وقال ابن جرير: "في إسناده نظر" وعلته أبو بكر الهذلي هذا فإنه "أخباري، متروك" والحديث لم ينسبه السيوطي في "الدر المنثور" (٢/ ٢٠٠) لغير ابن جرير.