للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فاللهَ اللهَ في الإِصغاءِ إِلى هؤلاءِ الفُرَّغِ الخالينَ مِن الإِثباتِ! وإِنَّما هُم زنادقةٌ، جَمَعوا بينَ مدارعِ (١) العُمَّالِ: مُرَقَّعاتٍ وصوفٍ، وبينَ أَعمالِ الخُلَعاءِ الملحدةِ: أَكلٍ وركضٍ وسماعٍ وإهمالٍ لأحكامِ الشرعِ.

ولم تتجاسَرِ الزنادقةُ أَنْ تَرْفُضَ الشريعةَ حتى جاءَتِ المتصَوِّفَةُ، فجاؤوا بوَضْعِ أَهلِ الخلاعَةِ.

فأَوَّلُ ما وَضَعوا أَسماءً، فقالوا: حقيقةٌ وشريعةٌ! وهذا قبيحٌ؛ لأنَّ الشريعةَ ما ما وَضَعَهُ الحقُّ لمصالحِ الخَلْقِ، فما الحقيقةُ بعدَها سوى واقع في النفوسِ مِن إِلقاءِ الشياطينِ، وكُلُّ مَن رامَ الحقيقةَ في غيرِ الشريعةِ فمغرورٌ مخدوعٌ.

وإِنْ سَمِعوا أَحدًا يروي حديثًا قالوا: مساكينُ، أَخذوا علمَهُمْ ميتًا عن ميتٍ، وأَخَذْنا علْمَنا عن الحيِّ الذي لا يموتُ، فمَن قالَ: حَدَّثَني أَبي عن جدِّي؛ قلتُ: حَدَّثَني قلبي عن ربِّي (٢)!


= من الجنة وهذه نصوص لا ترد إلا بنوع من تحريف الكلم عن مواضعه. وإنما ابتلى الله الأنبياء بالذنوب رفعًا لدرجاتهم بالتوبة وتبليغًا لهم إلى محبته وفرحة بهم؛ فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ويفرح بتوبة التائب أشد فرح فالمقصود كمال الغاية لا نقص البداية فإن العبد تكون له الدرجة لا ينالها إلا بما قدره الله له من العمل أو البلاء. انظر: الرد على البكري ١/ ٣٠٦ والفتاوى ٢٠/ ٨٨.
(١) الدُّرّاعةُ والمِدْرَعُ: ضرب من الثياب التي تُلْبَس، وقيل: جُبَّة مشقوقة المُقَدَّم. انظر: اللسان ٨/ ٨٢ والقاموس المحيط ص ٩٢٣.
(٢) وكل من قال: أنا لا آخذ عن الموتى وإنما آخذ عن الحي الذي لا يموت أو قال: أنا آخذ عن قلبي عن ربي أو نحوه فكل ذلك كفر باتفاق أهل الشرائع. انظر: إغاثة اللهفان ١/ ١٢٣ ومدارج السالكين ١/ ٤٠ والفتح ١/ ٢٢٢.

<<  <   >  >>