للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشَّقَّاق قال: حدثنا أبو سعيد الخرَّاز قال: ذُكِرَ عند محمد بن منصور أصحابُ القصائد فقال: هؤلاء الفرَّارونَ من الله ﷿ لو ناصَحوا الله وصدَّقوهُ لأفادَهم في سرائِرِهم ما يَشْغَلُهم عن كثرة التلاقي (١).

أخبرنا محمد بن ناصر، قال: أنبأنا عبد الرحمن بن أبي الحسين بن يوسف قال: أنبأنا محمد بن علي العُشَارِي قال: قال أبو عبد الله بن بَطَّةَ العُكْبَري: سألني سائلٌ عن استماع الغناء فنَهيْتُه عن ذلك وأعْلَمْتُه أنه مما أنْكَرَه العلماءُ واستحسنه السفهاء وإنما تفعلهُ طائفة تَسمَّوا بالصوفيَّة وسَمَّاهم المحقَقون الجبْريَّة: أهلُ هِمَمٍ دنية وشرائعَ بدعيَّة يُظهِرونَ الزُّهْدَ وكُلُ أسبابِهم ظُلمة يدَّعون الشوق والمحبة بإسقاط الخوف والرَّجاء يَسْمَعونه من الأحداث والنساء ويَطْرَبونَ ويُصعَقون ويَتَغَاشَوْنَ ويتماوتون وَيزْعُمون أن ذلك من شِدَّة حُبِّهم لرِّبهم وشوقِهم إليه، تعالى الله عمَّا يقوله الجاهلون علوًّا كبيرًا! (٢).

فصل: في ذِكْر الشُّبه التي تعلَّقَ بها مَن أجازَ سماعَ الغِناء:

• فمنها: حديث عائشة أن جاريتين كانتا تضربان عندها بِدُفَّين وفي بعض ألفاظه: دخل عليَّ أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تُغَنِّيان بما تقاولتْ به الأنصارُ يوم بُعَاث (٣)، فقال أبو بكر: أمزمورُ الشيطان في بيت رسول الله فقال رسول الله : "دعهما يا أبا بكر؛ إنَّ لكل قوم عيدًا وهذا عيدنا". وقد سبق ذكر هذا الحديث.


(١) لم أجد من أخرجه غير المؤلف.
(٢) ذكره الإمام ابن بطة بأطول مما ساقه المؤلف هنا في الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ٣/ ١٩٧ - ١٩٩. مع اختلاف يسير في ألفاظه، وللإمام ابن بطة كتاب في ذم الغناء والاستماع إليه يقرب أن يكون اللفظ الذي ساقه المؤلف هنا فيه.
(٣) يومُ بُعاث: بضم الباء: يوم معروف، كان فيه حرب بين الأَوْسِ والخَزْرج في الجاهلية، انظر: النهاية في غريب الحديث ١/ ١٣٩ ولسان العرب ٢/ ١١٧.

<<  <   >  >>