للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[فصل]

• ومنهُم مَن يتعبَّدُ ويبكي وهُو مصرٌّ على الفواحِشِ، لا يترُكُها، فإِنْ قيلَ لهُ!

قالَ: سيئةٌ وحسنةٌ، والله غفورٌ رحيمٌ!

وجُمْهورُهُم يتعبَّدُ برأْيِهِ، فيُفْسِدُ أَكثَرَ ممَّا يُصْلحُ.

ورأَيتُ رجلًا منهُم حَفِظَ القرآنَ وتزهَّدَ، ثم جَبَّ نفسَهُ، وهذا مِن أفحَشِ الفواحِشِ!

[فصل]

• وقد لبَّسَ إِبليسُ على خَلْقٍ كثيرٍ مِن العوامِّ، يحضُرونَ مجالِسَ الذِّكْرِ، ويبكونَ، ويكتفونَ بذلكَ؛ ظنًّا منهُم أَنَّ المقصودَ الحضورُ والبكاءُ؛ لأنَّهم يسمَعونَ فضلَ الحضورِ في مجلسِ الذِّكْرِ، ولو عَلِموا أَنَّ المقصودَ إِنَّما هُو العملُ، وإِذا لم يُعْمَلْ بما سمع كَان زيادةً في الحُجَّةِ.

وإِنِّي لأعْرِفُ خَلْقًا يحضُرونَ المجلسَ منذُ سنينَ، ويبكونَ ويخْشَعونَ، ولا يتغيَّرُ أَحدُهُم عمَّا قد اعْتادَهُ مِن المُعامَلَةِ بالرِّبا، والغِشّ في البَيْعِ، والجهلِ بأَركانِ الصلاةِ، والغِيبةِ للمسلمينَ، والعُقوقِ للوالِدَيْنِ!

وهؤلاءِ قدْ لبَّسَ عليهِمْ إِبليسُ، فأَراهُم أَنَّ حُضورَ المجلسِ والبكاءَ يدفعُ ما يُلابِسُ مِن الذُّنوبِ. وأرى بعضهُم أَنَّ مجالَسَة العُلماءِ والصالحِين تَدْفَعُ عنهم. وشَغَلَ آخَرينَ بالتسويفِ بالتوبةِ، فطالَ مَطالُهُم، وأَقامَ قومًا منهُم للتفرُّجِ فيما يَسْمعونَهُ، وأَهْمَلوا العمَلَ بهِ.

<<  <   >  >>