للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخلوة المحرمة والنظر الممنوع منه؟ وأين الخلاص من جولان الفكر الرديء؟!

وقد قال عمر بن الخطاب : لو خلا عَظْمان نَخِران لَهَمَّ أحدهما بالآخرِ (١).

يشير إلى الشيخ والعجوز.

أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق، قال: أنبأنا المبارك بن عبد الحبار، قال: أنا الحسين بن علي الطناجيري، قال: أنا أبو حفص بن شاهين، قال: ومن الصوفية قوم أباحوا الفروج بادعاء الأخوة، فيقول أحدهما للمرأة: تؤاخيني على ترك الاعتراض فيما بيننا (٢).

قال المصنف : قلت: وقد روى أبو عبد الله محمد بن علي الترمذي في كتاب "رياضة النفوس" (٣) قال: رُوي لنا أن سهل بن علي المروذي كان يقول لامرأة أخيه وهي معه في الدار: استتري مني زمنًا، ثم قال لها: كوني كيف شئت.

قال الترمذي: وكان ذلك منه حين وجد شهوته ميتة.

قال المصنف : قلت: أما موت الشهوة فلا يتصور مع حياة الآدمي وإنما تَضْعُفُ، والإنسانُ قد لا يقدر على الجماع، ولكنه يشتهي اللمسَ والنظر ثم نُقَدِّر أَنَّ جميع ذلك ارتفع عنه، أليس نهي الشرع عن النظر باق وهو عام!

وقد أخبرنا ابن ناصر، قال: أنبأنا أحمد بن علي بن خلف، قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: قيل لأبي القاسم النصراباذي: إن بعض الناس يجالس


(١) لم أهتد إلى معرفة من أخرجه.
(٢) لم أجد من أخرجه غير المؤلف.
(٣) ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون ١/ ٩٣٨ وسماه رياضة النفس وكذا الكتاني في الرسالة المستطرفة ص ١٦٦. وفد بحثت عن هذا الكتاب له فلم أجده ووجدت له مؤلفًا باسم طبائع النفوس لم أجد فيه هذا الخبر.

<<  <   >  >>