للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النسوان ويقول: أنا معصوم في رؤيتهن. فقال: ما دامتِ الأشباحُ قائمة فإِنَّ الأمرَ والنهي باقٍ، والتحليل والتحريم مُخَاطَبٌ به ولن يجترئ على الشبهات إلا مَنْ هو يعرض للمحرمات (١).

قال المصنف: وقد ذكرنا عن أبي عليٍّ الرُّوذْباريُّ أَنَّه سُئِلَ عمَّن يقولُ: قد وَصَلْتُ (٢)، فقالَ: قد وَصَلَ، ولكنْ إِلى سَقَر (٣)!

أخبرنا محمد بن أبي القاسم، قال: أخبرنا حمد بن أحمد، قال: أنا أبو نعيم الحافظ، وأخبرنا محمد بن ناصر، قال: أنبأنا أحمد بن علي بن خلف، قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي، قال: سمعت أبا بكر الرازي، يقول: سمعت أبا محمد الجريري، يقول: سمعت أبا القاسم الجنيد يقول لرجل ذكر المعرفة، فقال الرجل: أهلُ المعرفة بالله يصلون إلى ترك الحركات من باب البر والتقرب إلى الله ﷿، فقال الجنيد: هذا قولُ قومٍ تكلموا بإسقاط الأعمال، وهذه عندي عظيمة، والذي يسرقُ ويزني أحسنُ حالًا من الذي يقول هذا، وإن العارفين بالله أخذوا الأعمال عن الله وإليه رجعوا فيها، ولو بقيت ألف عام لم أُنْقِصْ من أعمال البر ذرة إلا أَنْ يُحَالَ بي دونها، لأنه أوكد في معرفتي وأقوى في حالي (٤).

أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد، قال: أنا حمد بن أحمد، قال: أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله، قال: سمعت علي بن عبد الله الحمصي، يقول: سمعت محمد بن عبد الله الخياط، يقول: سمعت أبا محمد المرتعش، يقول: سمعت أبا الحسين النوري


(١) أخرجه السلمي في الطبقات ص ٤٨٧ وعنه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٧/ ١٠٧.
(٢) في (ت): إلى درجة لا تؤثر في اختلاف الأحوال.
(٣) تقدم هذا القول ص ٥٧١.
(٤) أخرجه السُلمي في طبقات الصوفية ص ١٥٨ - ١٥٩ وعنه أبو نعيم في الحلية ١٠/ ٢٧٨ وذكر بعضه شيخ الإسلام في الفتاوى ٢/ ٩٥.

<<  <   >  >>