للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• أخبَرنا أبو بكرِ بنُ حبيبٍ البغداديُّ، قال: أخبرنا أبو سَعد بنُ أبي صادقٍ الحيري، قال: نا أبو عبدِ الله بن باكويه، قال: نا أبو الطيِّب بن الفرخان، قال: سمعتُ الجنَيدَ بنَ محمد يقول: دخلَ عليَّ أمس رجلٌ مِن أهل بَسطام، فَذَكر أنهُ سمِع أبا يزيدَ البسطامِيَّ يقول: اللهمَّ إن كان فِي سابِقِ علمِكَ أنَّك تعذِّبُ أحدًا مِن خلقِكَ بالنَّارِ فعظِّم خلقِي، حتى لا تَسَع معِي غيرِي (١).

قال المصنِّفُ : قلت: أمَّا ما تقدَّم مِن دعاوِيه فما يَخفى قُبحُها، وأمَّا هذا القولُ فخطأٌ مِن ثلاثةِ أوجه:

أحدُها: أنهُ قال: إن كان فِي سابقِ علمِك. وقد علِمنا قطعًا أنه لابُدَّ مِن تعذِيبِ خلقٍ بالنَّار، وقد سمَّى الله ﷿ منهم جماعةً، كفِرعونَ وأبِي لَهَبِ، فكيف يجوزُ أن يُقال بعد القطعِ واليقينِ: (إن كان)!

والثاني: قولُه: فعظِّم خلقِي. فلو قال: لأدفَعَ عن المؤمِنين! ولكنه قال: حتى لا تَسَع غيرِي. فأشفَقَ على الكفَّارِ أيضًا، وهذا تعاطٍ على رحمةِ الله ﷿.

والثالث: أنه لا يخلُو أن يكونَ جاهِلًا بِقدرِ هذه النار، أو واثِقًا مِن نفسِهِ بالصَّبر، وكِلا الأمرَينِ معدومٌ عندَه.

• أنبأنا عبد الأول بن عيسى قال: أنا أبو بكر أحمد بن أبي نصر الكوفاني قال: أنا أبو محمد الحسين بن محمد بن فوري الحبوشاني قال: أنا أبو نصر عبد الله بن علي الطوسي السراج بكتابه المسمى بـ "اللمع" قال: حكي عن أبي يزيد قال: أول ما صِرْتُ إلى وحدانيته صرت طَيرًا جسمه من الأحدية وجناحاه من الدَّيمومية فلم أَزَلْ أطيرُ في هواء الكَيفية عشر سنين حتى صرتُ إلى هواء مثل ذلك مائةَ ألف ألف مرة فلم أزل


(١) أخرجه السهلكي في النور من كلمات أبي طيفور ص ١٤٨.

<<  <   >  >>