للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سمعت أبا الحسنِ عليَّ بنَ محمد الحافِظ الجرجانِي، يقول: سمعتُ الحسَن بنَ علي بن سلَّامٍ يقول: دخَلَ أبو يزيدَ مدينةً فتبِعَهُ منها خلقٌ كثيرٌ، فالتَفَتَ إليهم، فقال: إنِّي أنا اللهُ لا إلهَ إلَّا أنا فاعبدوني. فقالوا: جُنَّ أبو يزيدَ، فتركوه (١).

• قال الفارسيُّ: وسمعتُ أبا بكرٍ أحمدَ بنَ محمد النَّيسابوريَّ يقول: سمعت أبا بكرٍ أحمد بن إسرائيل، قال: سمعت خالِي عليَّ بن الحسَن، يقول: سمعتُ الحسَن بن علي بن حيويه، يقول: سمعتُ عمِّي وهُو أبو عِمران موسى بن عيسى بن أخي أبي يزيد، قال: سمعت أبي، يقول: قال أبو يزيد: رُفِعَ بِي مرةً حتى قُمتُ بين يديه، فقال: يا أبا يزيد! إنَّ خَلقِي يحبُّونَ أن يروك! قلت: يا عزِيزِي! فأنا لا أحبُّ أن يَرَوني، فقال: يا أبا يزيد! إنِّي أريدُ أن أريكَهُم. فقلت: يا عزِيزِي! إن كانُوا يُحِبُّون أن يَرَونِي وأنتَ تريدُ ذلك، فأنا لا أقدِر على مخالفتِكَ، زَيِّنِّي بوحدانِيَّتِكَ، وألبِسْنِي ربَّانِيّتَكَ، وارفَعنِي إلى أَحَدِيَّتك، حتى إذا رآني خلقُك قالوا: رأينَاكَ، فتكونَ أنت ذاك، ولا أكونُ أنا هُناك، فَفَعل بِي ذاك، وأقامَني وزيَّنَنِي ورَفَعَني، ثم قال: اخرُج إلى خَلقِي. فخَطَوتُ مِن عِندهِ خُطوةً إلى الخلقِ خارجًا، فلمَّا كان من الخطوةِ الثانيةِ غُشِيَ عليَّ، فنادى: ردُّوا حَبيبِي؛ فإنهُ لا يَصبِر عنِّي ساعةً (٢).

• أنبأنا ابن ناصرٍ، قال: أنبأنا السهلكِي، قال: سمعتُ محمدَ بن إبراهيم الواعظ، يقول: سمعتُ محمدَ بن محمد الفقيه، يقول: سمعتُ أحمدَ بن محمد الصوفيَّ، يقول: سمعتُ أبا موسَى، يقول: حُكِي عن أبي يزيدَ أنه قال: أرادَ موسى أن يرَى الله تعالى، وأنا ما أردتُ أن أرى اللهَ تعالى، هو أراد أن يراني (٣).


(١) أخرجه السهلكي في النور من كلمات أبي طيفور ص ١٥٧.
(٢) أخرجه السهلكي في النور من كلمات أبي طيفور ص ١٤٩ والطوسي في اللمع ص ٤٦١.
(٣) أخرجه السهلكي في النور من كلمات أبي طيفور ص ١٨٥.

<<  <   >  >>