للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفسَّرهُ السَّراجُ فقال: كأنَّهُ لمَّا نظَر إلى ما سَبق لَهُم مِن الشَّقاوةِ مِن غيرِ فعلٍ كان مَوجُودًا في الأزل، وإنَّ اللهَ ﷿ جعلَ نصيبَهُم السخطَ فذلِك عُذرٌ.

قال المصنِّفُ : قلت: وتفسيرُ السَّراجِ قبيحٌ؛ لأنَّهُ يوجِبُ أن لا يعاقَب فِرعونُ ولا غيرُه.

ومِن كلامِهِم في الحديثِ وغيرِه:

• أخبرنا أبو منصورٍ القزَّاز، قال: أنا أبو بكرٍ الخطيبُ، قال: أنا الأزهرِيُّ، قال: أنا أحمدُ بن إبراهيم بنِ الحسن، قال: نا أحمدُ بن مروان المالِكِيُّ، قال: نا عبدُ الله بنُ أحمد بن حنبل، قال: جاءَ أبو ترابٍ النَّخشَبِيُّ إلى أبِي، فجعلَ أبي يقول: فلانٌ ضعيفٌ، وفلانٌ ثقةٌ. فقال أبو ترابٍ: يا شيخ، لا تَغْتَبِ العُلماءَ! فالتفتَ أبي إليه وقال له: ويحَكَ! هذهِ نصيحةٌ، ليس هذا غِيبة (١).

• أنبأنا يحيى بنُ عليٍّ المدير، قال: أنبأنا أحمدُ بن عليِّ بنِ ثابتٍ، قال: أنا رِضوانُ ابنُ محمد بنِ الحسنِ الدِّينَوَري، قال: سمعتُ أحمدَ بنَ محمد بن عبدِ الله النَّيسابورِيَّ يقول: سمعتُ أبا الحسنِ عليَّ بنَ محمدٍ البخاريَّ يقول: سمعتُ محمدَ بنَ الفضلِ العبَّاسيَّ يقول: كنَّا عند عبد الرحمن بن أبي حاتمٍ وهو يقرأُ عَلَينا كتابَ "الجرحِ والتَّعديلِ"، فدخلَ عليهِ يوسفُ ابن الحسَين الرَّازِي، فقال: يا أبا محمد! ما هذا الذي تقرأُه على الناس؟ فقال: كتابٌ صنَّفتُهُ في الجرحِ والتعديلِ. فقال: وما الجرحُ والتعديلُ؟ فقال: أظهِرُ أحوالَ أهلِ العلمِ، مَن كان منهُم ثقةً أو غيرَ ثقةٍ. فقال لهُ يوسف بنُ الحسين: استحيَيتُ لكَ يا أبا محمَّد، كم مِن هؤلاءِ القَومِ قد حطُّوا


(١) أخرجه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٢/ ٣١٦ وفي الكفاية في علم الرواية ص ٤٥ وأبو بكر ابن نقطة في التقييد ص ١١٦.
وعقد الترمذي في العلل بابًا في وجوب الكلام في الجرح والتعديل انظر: شرح علل الترمذي ١/ ٣٤٨.

<<  <   >  >>