(٢) بل هذا الذي قال إنه محتمل، هو ما صحّحه أغلب من تكلّم في اشتقاق لفظ "التصوف"، من القدماء والمحدثين؛ لأنه صحيح من ناحيتين: الأولى الاشتقاق اللغوي، الثانية: ظاهر حال الصوفية، وهو لُبْسهم الصوف في أكثر أحوالهم. وانظر: المصادر متقدمة الذكر في توثيق النسبة إلى الصوف. (٣) فَهِمَتْ محققة "صفة التصوف" غادة المقدّم، من ترجيح ابن الجوزي لهذا الرأي: أنه يرمي إلى إبعاد التصوف عن الإسلام؛ لأنه أسلوب اتُّبع في الجاهلية. وابن الجوزي ليس بدعًا في هذا، وهو موافق للمقدسي في نسبة الصوفية، وقد اشترك معه في سند الرواية التي ساقها لإثبات هذه النسبة، كما قد سبقه البيروني (المتوفى سنة ٤٤٠ هـ) وأرجع أصل التصوف إلى الفلسفة اليونانية، لأن "السوفية" هم الحكماء عند اليونانيين. انظر: تحقيق ما للهند للبيروني (ص ٢٤)، صفوة التصوف للمقدسي (ص ٨٠ - ٨١). وقد ردّ شيخ الإسلام ابن تيمية على من نسب الصوفية لقبيلة جاهلية مع الموافقة للنسبة من جهة اللفظ، وذلك بناءً على عدة حيثيات، منها: ١ - أن هذه القبيلة غير مشهورة، ولا معروفة عند أكثر النُّساك. ٢ - لو نُسب النُّساك إلى هؤلاء لكان هذا النسب في الصحابة والتابعين وتابعيهم أولى. ٣ - أن غالب من تكلم باسم "الصوفي" لا يرضى أن يكون مُضافًا إلى قبيلة في الجاهلية لا وجود لها في الإسلام. انظر: مجموع الفتاوى (١١/ ٦).