للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان لدوس صنم يقال له: ذو الكفين، فلما أسلموا بعث رسول الله الطفيل بن عمرو فحرقه (١). وكان لبني الحارث بن يشكر صنم يقال له ذو الشرى (٢)، وكان لقضاعة ولخم وجذام وعاملة وغطفان صنم في مشارق الشام يقال له الأقيصر (٣).

وكان لمزينة صنم يقال له نُهْم، وبه كانت تسمي: عبد نُهْم (٤)، وكان لعنزة صنم يقال له سُعَير (٥)، وكان لطيء صنم يقال له [الفَلْس] (٦) (٧)، وكان لأهل كل دار من مكة صنم في دارهم يعبدونه، فإذا أراد أحدهم السفر كان آخر ما يصنع في منزله أن يتمسح به، وإذا قدم من سفره كان أول ما يصنع إذا دخل منزله أن يتمسح به، وفيهم من اتخذ بيتًا، ومن لم يكن له صنم ولا بيت نصب حجرًا مما استحسن ثم طاف به وسموها الأنصاب (٨).

وكان الرجل إذا سافر فنزل منزلا أخذ أربعة أحجار، فنظر إلى أحسنها فاتخذه ربا، وجعل ثلاثا أثافي لقدره، وإذا ارتحل تركه، فإذا نزل منزلا آخر فعل مثل ذلك.

ولما ظهر رسول الله على مكة دخل المسجد والأصنام منصوبة حول الكعبة، فجعل يطعن بسية قوسه (٩) في عيونها ووجوهها ويقول: "جاء الحق وزهق الباطل إن


(١) كتاب الأصنام (ص ٣٧) وعنه نقله ابن القيم في إغاثة اللهفان (٢/ ٣٠٨)، وانظر: سيرة ابن هشام: (١/ ١٢٦)، المحبّر لابن حبيب: (ص: ٣١٨)، الروض الأنف (١/ ١٠٤).
(٢) كتاب الأصنام (ص ٣٧، ٣٨، ٣٩).
(٣) انظر المرجع السابق.
(٤) انظر المرجع السابق.
(٥) كتاب الأصنام لهشام الكلبي (ص ٤١) وانظر: معجم البلدان (٣/ ٢٥١ تحقيق الجندي).
(٦) في جميع النسخ: (القلس)، وهو تصحيف، والتصويب من كتاب الأصنام.
(٧) كتاب الأصنام (ص ٥٩)، وذكر هشام الكلبي (ص ١٥) أن عليّ بن أبي طالب هو الذي هدمه، وانظر: المحبّر (ص ٣١٦)، الروض الأنف (١/ ١٠٧)، معجم البلدان (٤/ ٣٠٩).
(٨) كتاب الأصنام (ص ٣٣)، وعنه نقله ابن القيم في إغاثة اللهفان (٢/ ٣٠٩) إلى قوله: " … إذا دخل منزله أن يتمسح به".
(٩) سية القوس: طرف قابها، وقيل: رأسها، وقيل: ما اعوج من رأسها. اللسان (سيا).

<<  <   >  >>