للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم ضربها ففلق رأسها فإذا هي حُمَمَة ثم عضد الشجرة وقتل دُبَيَّة السادن، ثم أتى النبي فأخبره، فقال: "تلك العزى ولا عزى بعدها للعرب" (١).

قال هشام (٢): وكانت لقريش أصنام في جوف الكعبة وحولها، وأعظمها عندهم هبل، وكان فيما بلغني من عقيق أحمر على صورة الإنسان مكسور اليد اليمنى، أدركته قريش كذلك فجعلوا له يدا من ذهب، وكان أول من نصبه خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، وكان في جوف الكعبة، وكان قدامه سبعة أقداح، مكتوب في أحدها: صريح، والآخر: ملصق، فإذا شكوا في مولود أهدوا له هدية، ثم ضربوا بالقداح: فإن خرج صريح ألحقوه، وإن كان ملصقًا دفعوه.

وكانوا إذا اختصموا في أمر أو أرادوا سفرا أو عملا أتوه فاستقسموا بالقداح عنده، وهو الذي قال له أبو سفيان يوم أحد: اعل هبل! أي: علا دينك، فقال رسول الله : "الله أعلى وأجل" (٣).

وكان لهم إساف ونائلة.


(١) أخرجه هشام الكلبي في كتاب الأصنام (ص ٢٥ - ٢٦)، قال الهيثمي في المجمع (٦/ ١٧٩): أخرجه الطبراني عن أبي الطفيل، وفيه يحيى بن المنذر، وهو ضعيف. قلت: لم أقف عليه في المطبوع من معجم الطبراني الكبير، وتابعه أبو كريب محمد بن العلاء عند أبي يعلى في مسنده (٢/ ١٩٦ - ١٩٧ رقم ٩٠٢)، وقد صحح محقق مسند أبي يعلى سنده. وانظر في خبر سرية خالد بن الوليد إلى العزى المصادر التالية: مغازي الواقدي (٣/ ٨٧٣)، طبقات ابن سعد (٢/ ١٤٥).
(٢) كتاب الأصنام لهشام الكلبي (ص ٢٧ - ٢٨) وعنه نقله ياقوت الحموي في معجم البلدان (٥/ ٤٤٩ - ٤٥٠)، وابن القيّم في إغاثة اللهفان (٢/ ٣٠٧) وانظر: سيرة ابن هشام (١/ ١٢٢)، أخبار مكة للأزرقي (١/ ١١٧ - ١١٨).
(٣) (كتاب الأصنام ص ٢٨). والحديث أخرجه البخاري (٦/ ١٦٢ رقم ٣٠٣٩)، و (٧/ ٣٤٩ رقم ٤٠٤٣)، وأحمد (٤/ ٢٩٣)، وابن سعد في الطبقات (٢/ ٤٧ - ٤٨)، والبغوي في شرح السنة (١١/ ٦٢ رقم ٢٧٠٥) من حديث البراء بن عازب مطولًا.

<<  <   >  >>