للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أهل يثرب وغيرها يحجون فيقفون مع الناس المواقف كلها ولا يحلقون رؤوسهم، فإذا نفروا أتوه فحلقوا عنده رؤوسهم وأقاموا عنده لا يرون لحجهم تماما إلا بذلك، وكانت مناة لهذيل وخزاعة، فبعث رسول الله عليا فهدمها عام الفتح.

ثم اتخذوا اللات، واللات بالطائف وهي أحدث من مناة، وكانت صخرة مربعة وكان سدنتها من ثقيف، وكانوا قد بنوا عليها بناء، وكانت قريش وجميع العرب تعظمها، وبها كانت العرب تسمى زيد اللات وتيم اللات، وكانت في موضع منارة مسجد الطائف اليسرى اليوم، فلم تزل كذلك حتى أسلمت ثقيف، فبعث رسول الله المغيرة بن شعبة فهدمها وحرقها بالنار.

ثم اتخذوا العزى وهي أحدث من اللات، اتخذها ظالم بن أسعد، وكانت بواد من نخلة الشامية فوق ذات عرق، وبنوا عليها بيتا، وكانوا يسمعون منه الصوت.

قال هشام: وحدثني أبي، عن أبي صالح عن ابن عباس، قال: كانت العزى شيطانة تأتي ثلاث سَمُرَات ببطن نخلة، فلما افتتح رسول الله مكة بعث خالد بن الوليد فقال: "ائت بطن نخلة، فإنك تجد ثلاث سُمَرَات: فاعضد الأولى"، فأتاها فعضدها، فلما جاء إليه قال: "هل رأيت شيئا"؟ قال: لا، قال: "فاعضد الثانية"، فأتاها فعضدها، ثم أتى النبي فقال: "هل رأيت شيئا"؟ قال: لا، قال: "فاعضد الثالثة"، فأتاها فإذا بحبشية نافشة شعرها واضعة يدها على عاتقها تصرف بأنيابها، وخلفها دُبَيَّة السلمي وكان سادنها، فقال خالد:

كفْرانَكِ لا سُبْحَانَكْ … إنِّي رَأيتُ اللهَ قَدْ أَهانَكْ (١)


(١) زاد في كتاب الأصنام -في بعض نسخه كما أشار المحقق- في أوّل البيت (يا عُزُّ).

<<  <   >  >>