للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان أول من غير دين إسماعيل فنصب الأوثان وسيب السائبة ووصل الوصيلة عمرو بن ربيعة وهو لحي بن حارثة وهو أبو خزاعة، وكانت أم عمرو بن لُحَي فهيرة بنت عامر بن الحارث، وكان الحارث هو الذي يلي أمر الكعبة فلما بلغ عمرو بن لُحي نازعه في الولاية وقاتل جرهم بني إسماعيل، فظفر بهم وأجلاهم عن الكعبة ونفاهم من بلاد مكة، وتولى حجابة البيت من بعدهم.

ثم إنه مرض مرضًا شديدًا فقيل له: إن بالبلقاء من الشام حِمَّة إن أتيتها برئت. فأتاها فاستحم بها فبرأ، ووجد أهلها يعبدون الأصنام فقال: ما هذه؟ فقالوا: نستسقي بها المطر ونستنصر بها على العدو، فسألهم أن يعطوه منها ففعلوا، فقدم بها مكة ونصبها حول الكعبة، واتخذت العرب الأصنام (١).

فكان أقدمها مناة وكان منصوبًا على ساحل البحر من ناحية المشلّل بقُدَيْد بين مكة والمدينة فكانت العرب جميعا تعظمه وكانت الأوس والخزرج ومن نزل المدينة ومكة وما قارب من المواضع يعظمونه ويذبحون له ويهدون له، ولم يكن أحد أشد إعظاما له من الأوس والخزرج (٢).

قال هشام: ونا رجل من قريش، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، قال: كانت الأوس والخزرج ومَن يأخذ مأخذهم من عرب


(١) كتاب الأصنام لهشام الكلبي (ص ٨)، وعنه نقله ابن القيم في إغاثة اللهفان (٢/ ٣٠٣ - ٣٠٤). وانظر: أخبار مكة للأزرقي (١/ ١١٦)، أخبار مكة للفاكهي (٥/ ١٥٤)، الأوائل للعسكري (ص ٣٩)، محاسن الوسائل في معرفة الأوائل (ص ١٦٣). وانظر أيضا التعليق على الأثر (ص ١٩٠).
(٢) كتاب الأصنام لهشام الكلبي (ص ١٣)، وعنه نقله ابن القيم في إغاثة اللهفان (٢/ ٣٠٤). وانظر في خبر مناة وما كان من عبادتها: سيرة ابن هشام (١/ ١٢٩)، أخبار مكة للفاكهي (٥/ ١٦٣)، أخبار مكة للأزرقي (١/ ١٢٤)، فتح الباري (٣/ ٥٠٠).

<<  <   >  >>