فالحاصل أن الفرق الثنتين والسبعين لا يمكن تعيينها بأعيانها أو الجزم بأن هذه الفرقة أو تلك من الثنتين والسبعين إلا بدليل، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (أما تعيين هذه الفِرق، فقد صنّف الناس فيهم مصنفات. وذكروهم في كتب المقالات، لكن الجزم بأن هذه الفرقة الموصوفة هي إحدى الثنتين والسبعين لابد له من دليل. فإن الله حرّم القول بلا علم عمومًا، وحرّم القول عليه بلا علم خصوصًا. . . وأيضًا فكثير من الناس يخبر عن هذه الفِرق بحكم الظن والهوى). مجموع الفتاوى (٣/ ٣٤٦). (١) الذي عند البَلْخِي في تعريفه (الأزرقية): أن رأيهم هو أن (بقية الناس -ما عدا من عاصر الوحي- مسلمون وليسوا بمؤمنين). فلعلّ المصنف ﵀ تصرّف في النقل. انظر (ق ٥/ ب) من كتاب البَلْخِي. ثم إن اسمهم المشتهر هو "الأزارقة"، وهم فرقة من فرق الخوارج، أتباع أبي راشد نافع بن الأزرق الحنفي، وهم أشد فِرقالخوارج شوكة وأكثرهم عددًا. أهم معتقداتهم: - أن مخالفيهم من هذه الأمة مشركون. - أن من لم يهاجر إليهم من موافقيهم مشركون. - امتحان من جاء قاصدًا معسكرهم، بقتل أسير من مخالفيهم. - استباحة قتل نساء مخالفيهم وأطفالهم. - الحكم بالشرك والخلود في النار على أطفال مخالفيهم. انظر: مقالات الإسلاميين للأشعري (١/ ١٦٨ - ١٦٩)، الفرق بين الفِرق للبغدادي (ص ٨٣)، التبصير في الدين للإسفراييني (ص ٤٩ - ٥٠)، الملل والنحل (١/ ١٣٧ - ١٤١). (٢) الإباضية: هم أتباع عبد الله بن إباض، وهم أربع فرق: الحفصية، والحارثية، واليزيدية، وأصحاب طاعة لا يُراد الله بها. وتجتمع فرق الإباضية على القول بأن مخالفيهم من هذه الأمة كفار، لا مشركين ولا مؤمنين، وأجازوا شهادتهم، وحرّموا دماءهم في السر واستحلوها في العلانية، وقالوا بصحة مناكحتهم =