للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبو العالية (ت: ٩٣ هـ): كلمتان يسأل عنهما الأولون والآخرون: ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا أجبتم المرسلين؟ فالسؤال عماذا كانوا يعبدون هو السؤال عنها نفسها، والسؤال عماذا أجابوا المرسلين سؤال عن الوسيلة والطريق المؤدية إليها: هل سلكوها وأجابوا الرسل لما دعوهم إليها، فعاد الأمر كله إليها.

وأمر هذا شأنه حقيق بأن تنعقد عليه الخناصر، ويعض عليه بالنواجذ، ويقبض فيه على الجمر ولا يؤخذ بأطراف الأنامل، ولا يطلب على فضله، بل يجعل هو المطلب الأعظم وما سواه إنما يطلب على الفضلة. والله الموفق لا إله غيره ولا رب سواه" (١).

• قال تعالى: ﴿يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم﴾ [المائدة: الآية: ١٠٩]

• قال أحمد بن حنبل (ت: ٢٤١ هـ) "أما قوله: ﴿يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم﴾ [المائدة: الآية: ١٠٩]، فإنه يسألهم عند زفرة جهنم، فيقول: ماذا أجبتم في التوحيد؟ فتذهب عقولهم عند زفرة جهنم، فيقولون: ﴿لا علم لنا﴾ [المائدة: الآية: ١٠٩]، ثم ترجع لهم عقولهم من بعد، فيقولون: ﴿هؤلاء الذين كذبوا على ربهم﴾ [هود: الآية: ١٨] " (٢).

• قال محمد بن علي الشوكاني (ت: ١٢٥٥ هـ) : وقد أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد، وابن جرير (ت: ٣١٠ هـ) ، وابن المنذر، وابن أبي حاتم (ت: ٣٢٧ هـ) ، وأبو الشيخ (ت: ٣٦٩ هـ) ، عن مجاهد في قوله: ﴿يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم﴾ فيفزعون فيقولون: ﴿لا علم لنا﴾ فترد إليهم أفئدتهم فيعلمون، وأخرج ابن جرير


(١) طريق الهجرتين ٢٩٦ - ٢٩٧.
(٢) الرد على الجهمية والزنادقة ص: ٧٥ - ٧٦.

<<  <   >  >>