للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويكون مع ذلك متعبِّدًا لله لا يرجو سواه، ولا يخشى إلا إيَّاه، وبذلك يتمُّ فلاحه، ويتحقّق نجاحه" (١).

[المطلب السابع والعشرون: فقدان التوحيد وعدم تحصيل حقائق الإيمان يهوي بصاحبه في مقامات الظلم والحيرة والشرور ويبعده عن ولاية الله ونصره وتأييده.]

• قال تعالى: ﴿فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ﴾. [الحج: الآيات: ٣٠ - ٣١].

• قال ابن كثير (ت: ٧٧٤ هـ) : "وقوله: ﴿حنفاء لله﴾ أي: مخلصين له الدين، منحرفين عن الباطل قصدا إلى الحق; ولهذا قال ﴿غير مشركين به﴾ ثم ضرب للمشرك مثلا في ضلاله وهلاكه وبعده عن الهدى فقال: ﴿ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء﴾ أي: سقط منها، ﴿فتخطفه الطير﴾، أي: تقطعه الطيور في الهواء، ﴿أو تهوي به الريح في مكان سحيق﴾ أي: بعيد مهلك لمن هوى فيه; ولهذا جاء في حديث البراء بن عازب (ت: ٧٢ هـ) : "إن الكافر إذا توفته ملائكة الموت، وصعدوا بروحه إلى السماء، فلا تفتح له أبواب السماء، بل تطرح روحه طرحا من هناك ". ثم قرأ هذه الآية.

وقد ضرب الله تعالى للمشرك مثلا آخر في سورة " الأنعام "، وهو قوله: ﴿قل أندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ


(١) القول السديد شرح كتاب التوحيد ص: ٢٤.

<<  <   >  >>