للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سبحانه رحمة عبده أذن هو لمن يشفع فيه، كما قال تعالى: ﴿ما من شفيع إلا من بعد إذنه﴾ [يونس: الآية: ٣]، وقال: ﴿من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه﴾ [البقرة: الآية: ٢٥٥] " (١).

[المطلب الثاني والثلاثون: في التوحيد السلامة من الخسارة الدنيوية والآخروية.]

• قال-تعالى-: ﴿وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (٣)[العصر: الآيات: ١ - ٣].

• قال تعالى: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (١٠٣) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (١٠٤) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (١٠٥) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (١٠٦) [الكهف: الآيات: ١٠٣ - ١٠٦].

• قال القرطبي (ت: ٦٧١ هـ) : "فيه دلالة على أن من الناس من يعمل العمل وهو يظن أنه محسن وقد حبط سعيه، والذي يوجب إحباط السعي إما فساد الاعتقاد أو المراءاة، والمراد هنا الكفر" (٢).

• قال ابن كثير (ت: ٧٧٤ هـ) : "هي عامة في كل من عبد الله على غير طريقة مرضية يحسب أنه مصيب فيها، وأن عمله مقبول، وهو مخطئ، وعمله مردود" (٣).


(١) إغاثة اللهفان ١/ ٣٩٣ - ٣٩٥.
(٢) تفسير القرطبي سورة الكهف (١٠٣ - ١٠٦).
(٣) تفسير ابن كثير سورة الكهف (١٠٣ - ١٠٦).

<<  <   >  >>