للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأفهام وزلت فيه الأقدام واختلفوا فيه اختلافا كثيرا: ﴿فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم﴾ [البقرة: الآية: ٢١٣] " (١).

[المطلب السادس والعشرون: الأعمال والأقوال متوقفة في قبولها وكمالها على التوحيد.]

فجميع الأعمال، والأقوال الظاهرة والباطنة متوقفة في قبولها وفي كمالها، وفي ترتيب الثواب عليها على التوحيد، فكلما قوي التوحيد والإخلاص لله كملت هذه الأمور وتمّت.

وفي السُّنة النبوية دلالةٌ على عدم نفع الأعمال لمن لم يوفِّ حقَّ التوحيد وأشرَكَ بالله تعالى؛

• فعن أبي هريرة (ت: ٥٨ هـ) -رضي الله تعالى عنه-قال: قال النبيُّ : «قال اللهُ : أنا أغنَى الشركاءِ عن الشركِ؛ مَنْ عمِل عملًا أشرَكَ فيه معِي غيرِي، تركتُه وشِركَه» (٢).

• عن أم المؤمنين عائشة (ت: ٥٨ هـ) -قالت: يا رسولَ اللهِ، ابنُ جُدْعَانَ كان في الجاهليةِ يصلُ الرَّحِمَ، ويُطعِمُ المسكينَ، فهلْ ذاكَ نافعُهُ؟ قال: «لا ينفعهُ؛ إنهُ لم يقُلْ يومًا: ربِّ اغفرْ لي خَطيئتي يومَ الدِّينِ» (٣).

• قال ابن أبي زمنين (ت: ٣٩٩ هـ) : " ﴿يصلح لكم أعمالكم﴾ [الأحزاب:


(١) أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة ص ١١٥ - ١١٧.
(٢) (رواه مسلم: ٢٩٥٨).
(٣) (رواه مسلم: ٢١٤).

<<  <   >  >>