للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثاني: مكانة التوحيد من الدين عمومًا.

[المطلب الأول: التوحيد هو الغاية من خلق الإنس والجن]

• قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: الآية: ٥٦].

توحيد الله تعالى هو أعظمُ عملٍ، وأشرف مهمة، وهو السبب الذي خلَق الله سبحانه من أجلِه الإنسَ والجن؛ وفي تفسير الآية الكريمة قال العلماء:

• قال القرطبي (ت: ٦٧١ هـ) : "قيل: إن هذا خاصٌّ فيمن سبَق في علم الله تعالى أنه يعبُدُه، فجاء بلفظ العموم ومعناه الخصوص، والمعنى: وما خلقتُ أهلَ السعادة من الجن والإنس إلا ليوحِّدون" (١).

• قال ابن القيم (ت: ٧٥١ هـ) : "التوحيد هو الغاية المطلوبة من جميع المقامات، والأعمال والأحوال فغايتها كلها التوحيد، وإنما كلام العلماء والمحققين من أهل السلوك كله لقصد تصحيحه، وهذا بين من أول المقامات إلى آخرها فإنها تشير إلى تصحيحه وتجريده" (٢).


(١) تفسير القرطبي (الذاريات ٥٦).
(٢) مدارج السالكين ٣/ ٤٧٧.

<<  <   >  >>