للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن أبي حاتم (٧٣٨): حدثنا الحسن بن محمَّد بن الصباح، حدثنا شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في [١] قوله تعالى: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ﴾، قال الله لإبراهيم: إني مبتليك بأمر فما هو؟ قال: تجعلني للناس إمامًا؟ قال نعم: قال: ومن ذرّيتي؟ ﴿قَال لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾. قال: تجعل البيت مثابة للناس؟ قال: نعم. قال: وأمْنًا؟ قال: نعم: قال: وتجعلنا مسلمين لك ومن ذرّيتنا أمّة مسلمة لك. قال: نعم: قال: وترزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله؟ قال: نعم.

قال ابن أبي نجيح: سمعته عن عكرمة، فعرضته على مجاهد فلم ينكره.

وهكذا رواه ابن جرير (٧٣٩) من غير وجه، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد.

وقال سفيان الثوري: عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ﴾ قال: ابتلي بالآيات التي بعدها: ﴿إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَال وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَال لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾.

وقال أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنى: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ﴾ قال: الكلمات: ﴿إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا﴾ وقوله: ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا﴾ وقوله: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ﴾ وقوله: ﴿وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ﴾ الآية، وقوله: ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيتِ وَإِسْمَاعِيلُ﴾ الآية، قال: فذلك كله من الكلمات التي ابتلي بهنّ إبراهيم.

وقال السدي: الكلمات التي ابتلى إبراهيمَ ربُّه ﴿رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (١٢٧) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَينِ لَكَ﴾ إلى قوله: ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ﴾.

[وقال القرطبي (٧٤٠): وفي الموطأ وغيره (٧٤١)، عن يحيى بن سعيد، أنه سمع سعيد بن


(٧٣٨) - تفسير ابن أبي حاتم ٩/ ١١١ - (١/ ٣٦٢).
(٧٣٩) - تفسير ابن جرير برقم ١٩١٧، ١٩١٨، ١٩١٩، ١٩٢١ - (٣/ ١١).
(٧٤٠) - تفسير القرطبي (٢/ ٩٨).
(٧٤١) - رواه ابن أبي شيبة في المصنف في كتاب الأرائل، باب: أول ما فعل، ومن فعله برقم (٦) من حديث ابن نمير، عن يحيى بن سعيد، عن ابن المسيب: إن إبراهيم أول من أضاف الأضياف، وأول الناس اختتن، وأول الناس قلم أظفاره، وجز شاربه واستحد. ورواه البيهقي في الشعب برقم (٨٦٤٢) من حديث سعيد بن المسيب قال: إبراهيم أول من اختتن، وأول من قرى الضيف =