للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكذا رواه الحافظ أبو بكر البيهقي في دلائل النبوة (٣٨)، من طريق يزيد بن هارون، عن العلاء أبي [١] محمد وهو متهم بالوضع، فالله أعلم.

(طريق أخرى) قال أبو يعلى (٣٩): حدثنا محمد بن إبراهيم الشامي أبو عبد الله، حدثنا عثمان بن الهيثم -مؤذن مسجد الجامع بالبصرة عندي- عن محمد أبي عبد الله، عن عطاء بن أبي ميمونة، عن أنس؛ قال: نزل جبريل على النبي فقال: مات معاوية بن معاوية الليثي، فتحب أن تصلي عليه؟ قال: "نعم". فضرب بجناحه الأرض، فلم تبق شجرة ولا أكمة إلا تضعضعت، فرفع سريره فنظر إليه، فكبر عليه وخلفه صفان من الملائكة، في كل صف سبعون ألف ملك، فقال النبي : "يا جبريل؛ بم نال هذه المنزلة من الله تعالى؟ ". قال: بحبه ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ وقراءته إياها ذاهبًا وجائيًا [٢]، قائمًا وقاعدًا، وعلى كل حال.

ورواه البيهقي (٤٠) من رواية عثمان بن الهيثم المؤذن، عن محبوب بن هلال، عن عطاء بن أبي ميمونة، عن أنس … فذكره وهذا هو الصواب، ومحبوب بن هلال قال أبو حاتم الرازي: ليس بالمشهور. وقد روي هذا من طرق أخر، تركناها اختصارًا، وكلها ضعيفة.

(حديث آخر في فضلها مع المعوذتين) قال الإمام أحمد (٤١): حدثنا أبو المغيرة، حدثنا معاذ بن رفاعة، حدثني علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن عقبة بن عامر؛ قال: لقيت رسول الله فابتدأته فأخذت بيده، فقلت: يا رسول الله؛ بم نجاة المؤمن؟ قال: "يا عقبة؛ أخرس لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك". قال: ثم لقيني رسول الله فابتدأني فأخذ بيدي، فقال: "يا عقبة بن عامر، ألا أعلمك خير ثلاث سور أنزلت في التوراة، والإنجيل، والزبور، والقرآن العظيم؟ " قال: قلت: بلى، جعلني الله فداك. قال: فأقرأني ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ و ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ و ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾. ثم قال: "يا عقبة، لا تنسهن ولا تبت [٣] ليلة حتى تقرأهن". قال: فما نسيتهن منذ قال: "لا تنسهن"، وما بت ليلة قط حتى أقرأهن. قال عقبة: ثم لقيت رسول الله فابتدأته، فأخذت بيده فقلت: يا رسول الله؛ أخبرني


(٣٨) " دلائل النبوة" (٥/ ٢٤٥).
(٣٩) أخرجه أبو يعلى (٧/ ٢٥٨) (٤٢٦٨).
(٤٠) " دلائل النبوة" (٥/ ٢٤٦).
(٤١) أخرجه أحمد (٤/ ١٤٧) (١٧٣٨٢). والترمذي في كتاب: الزهد، باب: ما جاء في حفظ اللسان، حديث (٢٤٠٨) (٧/ ١٢٨).