للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد ترجم أبو داود في سننه (١٥) على هذا فقال: "باب بيان أن ليلة القدر في كل رمضان": حدثنا حميد بن زنجويه [١] النسائي، أخبرنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير، حدثني موسى بن عقبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عمر قال: سئل رسول الله وأنا أسمع - عن ليلة القدر، فقال: هي في كل رمضان.

وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن أبا داود قال: رواه شعبة وسفيان عن أبي إسحاق فأوقفاه.

وقد حكى عن أبي حنيفة رواية أنها ترجى في جميع شهر رمضان. وهو وجه حكاه [٢] الغزالي، واستغربه الرافعي جدًّا.

[فصل]

ثم قد قيل: إنها تكون في أول ليلة من شهر رمضان، يحكى هذا عن أبي رزين. وقيل: إنها تقع ليلة سبع عشرة. وروى فيه أبو داود (١٦) حديثًا مرفوعًا، عن ابن مسعود، وروي موقوفًا عليه، وعلى زيد بن أرقم (١٧) وعثمان بن أبي العاص.

وهو قول عن محمد بن إدريس الشافعي، وحكى عن الحسن البصري. ووجهوه بأنها ليلة بدر، وكانت ليلة جمعة هي السابعة عشرة من شهر رمضان، وفي صبيحتها كانت وقعة لدر، وهو اليوم الذي قال الله تعالى: فيه: ﴿يَوْمَ الْفُرْقَانِ﴾.

وقيل: ليلة [تسعة عشر] [٣]، يحكى عن عليّ، وابن مسعود أيضًا .

وقيل: ليلة إحدى وعشرين، لحديث أبي سعيد الخدري قال: اعتكف رسول الله العشر الأول من رمضان واعتكفنا معه، فأتاه جبريل فقال: إن الذي تطلب أمامك. فاعتكف العشر الأوسط واعتكفنا معه، فأتاه جبريل فقال: الذي تطلب أمامك ثم قام النبي خطيبًا صبيحة عشرين من رمضان، فقال: "من كان اعتكف معي فليرجع، فإني رأيت ليلة القدر، وإني أنسيتها، وإنها في العشر الأواخر في وتر، وإني رأيت كأني


(١٥) سنن أبي داود في كتاب: الصلاة، باب: من قال: هي في كل رمضان، حديث (١٣٨٧) (٢/ ٥٣ - ٥٤).
(١٦) سنن أبي داود في كتاب: الصلاة، باب: من روى أنها ليلة سبع عشرة، حديث (١٣٨٤) (٢/ ٥٣).
(١٧) أخرجه الطبراني (٥/ ١٩٨) (٥٠٧٩) أن حوطًا سأل زيد بن أرقم … فذكر نحو ذلك. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٣/ ١٨١): وحوط، قال البخاري: حديثه منكر.