للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم قال الدارقطني: كذا قال: عن محمد بن سالم. وقال غيره: عن محمد بن [عبيد الله] [١] العَرْزمي، عن عطاء، وهما ضعيفان (٦٨٨).

ثم رواه ابن مردويه أيضًا من حديث الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس: أن رسول الله، ، بعث سَرِيَّة فأخذتهم ضبابة، فلم يهتدوا إلى القبلة، فصلوا لغير القبلة. ثم استبان لهم بعد ما طلعت الشمس أنهم صلوا لغير القبلة. فلما جاءوا إلى رسول الله، ، حدثوه، فأنزل الله تعالى هذه الآية: ﴿وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَينَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ﴾.

وهذه الأسانيد فيها ضعف، ولعله يشدُّ بعضها بعضًا. وأما إعادة الصلاة لمن تبين له خطؤه ففيها قولان للعلماء، وهذه دلائل على عدم القضاء، والله أعلم.

قال ابن جرير (٦٨٩): وقال آخرون: بل نزلت هذه الآية في سبب النجاشي، كما حدثنا محمد بن بشار، حدثنا [هشام بن معاذ] [٢]، حدثني أبي، عن قتادة: أن النبي قال: إن أخًا لكم قد مات فصلوا عليه. قالوا: نصلي على رجل ليس بمسلم؟. قال فنزلت: ﴿وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ﴾، [قال قتادة] [٣] فقالوا: فإنه كان لا يصلي إلى القبلة فأنزل الله: ﴿وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَينَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ﴾.

وهذا غريب والله أعلم.

[وقد قيل: إنه كان يصلي إلى بيت المقدس قبل أن يبلغه الناسخ إلى الكعبة، كما حكاه القرطبي عن قتادة.

وذكر القرطبي (٦٩٠): أنه لما مات، صلى عليه رسول الله، . فأخذ بذلك من ذهب إلى الصلاة على الغائب. قال: وهذا خاص عند أصحابنا من ثلاثة أوجه أحدها: أنه


(٦٨٨) - ضعيف، وهو في سنن الدارقطني (١/ ٢٧١) ورواه الحاكم في المستدرك (١/ ٢٠٦) من طريق داود بن عمرو، به، وقال: "هذا حديث صحيح رواته كلهم ثقات غير محمد بن سالم فإني لا أعرفه بعدالة ولا جرح". قال الذهبي: قلت: "هو أبو سهل واه".
(٦٨٩) - ضعيف لإرساله، والحديث في تفسير ابن جرير ١٨٤٤ - (٢/ ٥٣٢).
(٦٩٠) - تفسير القرطبي (٢/ ٨٢).