للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن جريج: قلت لعطاء: من هؤلاء الذين لا يعلمون؟ قال: أم كانت قبل اليهود والنصاري وقبل التوراة والإنجيل.

وقال السدي: ﴿كَذَلِكَ قَال الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ فهم العرب، قالوا: ليس محمد علي شيء.

واختار أبو جعفر بن جرير أنها عامّة تصلح للجميع، وليس ثم دليل قاطع يعين واحدًا من هذه الأقوال، والحمل علي الجميع أولى، والله أعلم.

وقوله تعالى: ﴿فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَينَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾ أي: إنه تعالى يجمع بينهم يوم المعاد، ويفصل بينهم بقضائه العدل الذي لا يجور فيه، ولا يظلم مثقال ذرّة. وهذه الآية كقوله تعالى في سورة الحج: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَينَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ شَهِيدٌ (١٧)﴾، وكما قال تعالى: ﴿قُلْ يَجْمَعُ بَينَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَينَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (٢٦)﴾.

﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إلا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (١١٤)

اختلف المفسرون في المراد من الذين منعوا مساجد الله وسَعَوا في خرابها علي قولين:

(أحدِهما): ما رواه العوفي في تفسيره، عن ابن عباس (٦٦٨) في قوله: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ﴾ قال: هم النصاري.

وقال مجاهد: هم النصاري. كانوا يطرحون في بيت المقدس الأذي، ويمنعون الناس أن يصلوا فيه.

وقال عبد الرزاق (٦٦٩)، أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: ﴿وَسَعَى فِي خَرَابِهَا﴾ قال: هو بُخْتنَصّر وأصحابه، خرّب بيت المقدس، وأعانه علي ذلك النصاري.

وقال سعيد، عن قتادة: قال: أولئك أعداء الله النصاري، حملهم بغض اليهود علي أن أعانوا بختنَصّر البابلي المجوسي علي تخريب بيت المقدس.


(٦٦٨) - إسناده ضعف جدًّا، ورواه ابن جرير ١٨٢٠ - (٢/ ٥٢٠).
(٦٦٩) - رواه ابن جرير برقم ١٨٢٤ - (٢/ ٥٢٠).