للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صَبًّا﴾، أي: أنزلناه من السماء علي الأرض، ﴿ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا﴾، أي: أسكناه فيها فدَخَلَ [١] في تُخُومها، وتخَلّل [٢] في أجزاء الحب المودَع فيها، فنبت [٣] وارتفع، وظهر على وجه الأرض، ﴿فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (٢٧) وَعِنَبًا وَقَضْبًا﴾، فالحب: كل ما يذكر من الحبوب، والعنب معروف، والقضب هو: الفصفصة التي تأكلها الدواب رطبة. ويقال لها: القت أيضًا. قال ذلك ابن عباس، وقتادة، والضحاك والسدي.

وقال الحسن البصري: القضب: العلف.

﴿وَزَيتُونًا﴾، وهو معروف، وهو أدْمٌ وعصيره أدم، ويستصبح به، ويدهن به [٤]، ﴿وَنَخْلًا﴾ يؤكل بلحًا بسرًا [٥] ورطبًا، وتمرًا، ونيئًا، ومطبوخًا، ويعتصر منه رُبّ وخل. ﴿وَحَدَائِقَ غُلْبًا﴾: أي بساتين. قال الحسن، وقتادة: ﴿غُلْبًا﴾: نخل غلاظ كرام. وقال ابن عباس، ومجاهد: الحدائق: كل ما التف [٦] واجتمع. وقال ابن عباس أيضًا: ﴿غُلْبًا﴾: الشجر الذي يستظل به. وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: ﴿وَحَدَائِقَ غُلْبًا﴾، أي: طوال. وقال عكرمة: ﴿غُلْبًا﴾ أي: غلاظ الأوساط. وفي رواية: غلاظ الرقاب، ألم تر إلى الرجل إذا كان غليظ الرقبة قيل: والله إنه لأغلب. رواه اين أبي حاتم، وأنشد ابن جرير للفرزدق:

عوى فأثار أغلب ضيغميًّا … فويل ابن المراغة [٧] ما استثارا

وقوله: ﴿وَفَاكِهَةً وَأَبًّا﴾، أما الفاكهة فهو كل [٨] ما يتفكه به من الثمار. قال ابن عباس: الفاكهة: كل ما أكل رطبًّا، والأب ما أنبتت الأرض، مما تأكله الدواب ولا يأكله الناس -وفي رواية عنه: هو الحشيش للبهائم. وقال مجاهد، وسعيد بن جبير، وأبو مالك: الأب: الكلأ. وعن مجاهد، والحسن، وقتادة، وابن زيد: الأب للبهائم كالفاكهة لبني آدم. وعن عطاء: كل شيء نبت على وجه الأرض فهو أب. وقال الضحاك: كل شيء أنبتته الأرض سوى الفاكهة فهو أبّ.

وقال ابن إدريس، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن ابن عباس: الأب: نبت الأرض مما [] [٩] تأكله الدواب ولا يأكله الناس. ورواه ابن جرير (١١) من ثلاث طرق، عن ابن


(١١) أخرجه الطبري (٣٠/ ٦٠).