للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طهارة القلب، فإن العرب تطلق الثياب عليه، كما قال امرؤ القيس

أفاطمَ مَهْلًا بَعْضَ [١] هذا التدللِ [٢] … وإِنْ كُنْتِ قَدّ أَزْمَعْتِ [٣] هجري فَأَجْمِلي

وإنْ تَكُ [٤] قَدْ سَاءَتْكِ مِنِّي خَلِيقَةٌ … فَسُلِّي [٥] ثَيَابِي مِنْ ثَيَابِكِ تَنْسَلِ

وقال سعيد بن جبير: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾: وقلبك ونيتك فطهر. وقال محمد بن كعب القرظي، والحسن البصري: وخُلقك فحسّن.

وقوله: ﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾ قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: ﴿وَالرُّجْزَ﴾ وهو الأصنام، فاهجر. وكذا قال مجاهد، وعكرمة، وقتادة، والزهري، وابن [٦] زيد: إنها الأوثان. وقال إبراهيم والضحاك: ﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾ أي: اترك المعصية. وعلى كل تقدير فلا يلزم تلبسه بشيء من ذلك، كقوله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ﴾.

﴿وَقَال مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ﴾.

وقوله: ﴿وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ﴾ قال ابن عباس: لا تعط العطة تلتمس [أكثر منها] [٧]. وكذا قال عكرمة، ومجاهد، وعطاء، وطاوس، وأبو الأحوص، وإبراهيم النخعي، والضحاك، وقتادة، والسدي، وغيرهم. وروي عن ابن مسعود أنه قرأ: ولا تمنن أن تستكثر.

وقال الحسن البصري: لا تمنن بعملك على ربك تستكثره. وكذا قال الربيع بن أنس، واختاره ابن جرير. وقال خُصَيف عن مجاهد في قوله: ﴿وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ﴾، قال: لا تضعف أن تستكثر من الخير، قال: تمتن في كلام العرب: تضعف. وقال ابن زيد: لا تمنن بالنبوة على الناس، تستكثرهم بها، تأخذ عليه عوضا من الدنيا. فهذه أربعة أقوال، والأظهر القول الأول، واللَّه أعلم.

وقوله: ﴿وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ﴾، أي: اجعل صبرك على أذاهم لوجه اللَّه ﷿ قاله مجاهد. وقال إبراهيم النخعي: اصبر على [٨] عطيتك للَّه تعالى.

وقوله: ﴿فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (٨) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (٩) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيرُ يَسِيرٍ﴾، قال ابن عباس، ومجاهد، والشعبي، وزيد بن أسلم، والحسن، وقتادة، والضحاك، والربيع


[١]- في ز، خ: بعد.
[٢]- في ز: التذلل.
[٣]- في خ: أرمقت.
[٤]- في ز: بك.
[٥]- في خ: فتبلى.
[٦]- في ز، خ: وأبو.
[٧]- في ز، خ: المن معها.
[٨]- سقط من ز.