للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الدنيا رياء وسمعة، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طَبقًا واحدًا".

وهذا الحديث مخرج في الصحيحين (٤٢) وفي غيرهما من طرق، وله ألفاظ، وهو حديث طويل مشهور.

وقد قال عبد الله بن المبارك: عن أسامة بن زيد، عن عكرمة، عن ابن عباس: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾ قال: هو يوم كرب وشدة. رواه ابن جرير (٤٣) ثم قال:

حدَّثنا ابن حميد حدَّثنا مهران عن سفيان عن المغيرة عن [١] إبراهيم عن ابن مسعود، أو ابن عباس- الشَّك من ابن جرير: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾ قال: عن أمر عظيم يقول الشَّاعر:

* [وقامت الحرب بنا على ساق] [٢] *

وقال ابن أبي نجيح: [عن مجاهد] [٣]: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾، قال: شدة الأمر.

وقال ابن عباس: هي أول ساعة تكون في يوم القيامة.

وقال عليّ بن أبي طلحة: عن ابن عباس: قوله: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾، هو: الأمر الشديد المُفظع من الهول يوم القيامة.

وقال العوفي: عن ابن عباس قوله: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾، يقول: حين يكشف الأمر وتبدو الأعمال وكشفه [٤] دخول الآخرة، وكشف الأمر عنه. وكذا روى الضَّحَّاك عن ابن عباس.

أورد ذلك كله أبو جعفر بن جرير (٤٤) ثم قال: حدثني أبو زيد عمر بن شبة [٥]، حدَّثنا هارون بن عمر المخزومي، حدَّثنا الوليد بن مسلم، حدثنا أبو سعيد روح بن جناح، عن مولى لعمر بن عبد العزيز، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه، عن النَّبيِّ قال: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾، قال [٦]: عن نور عظيم، يخرون له سجدًا.


(٤٢) سيأتي تخريجه بإذن الله عند تفسير آية (٢٣) من سورة القيامة.
(٤٣) أخرجه الطبري (٢٩/ ٣٨) من حديث ابن عباس من غير شك فيه.
(٤٤) أخرجه الطبري (٢٩/ ٤٢).